تسجيل الدخول


محيصة بن مسعود الحارثي

مُحَيَّصَةُ بنُ مَسْعُود بن كَعْب الأَنصاري الأَوسي، ثم الحارثي:
يُكْنَى أبا سعد، وأمه إدامُ بنت الجَمُوح بن زيد، من بني سَلمة، ووَلدَ مُحَيصَةُ: مُكنِفًا، وثعلبةََ؛ وأمُّهما سُهَيمَةُ بنت أسلم بن حَرِيش، وعبدَ الرحمن؛ وأمُّه القبطبّة؛ لا عقب له، وحَرَامًا، ودِحيةَ، والربيعَ؛ لا عقبَ لهم؛ وأمهم هند بنت عَمرو بن الجموح من بني سلمة، وشعيبًا؛ لا عقبَ له؛ وأمه ليلى بنت سهل بن زيد، وأُمامَةَ؛ وأمها هند بنت ربيعةَ بن معقل، مِنْ بني سُليم، من بني ناضِرَةَ بن خُفَاف، ولمحيصة عقب.
وهو أخو حُويّصة بن مسعود، وقد أسلم أخوه حويصة على يده، وكان حويصة بن مسعود أكبر منه، وكان مُحيصة أنجب وأفضل، وكان إِسلام محيصة قبل الهجرة، وقد شهد أُحدًا، والخندقَ، والمشاهدَ مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وكان في السُّفراء في خَيبر، وبعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى أهل فَدَك؛ يدعوهم إلى الإسلام، ويُخَوّفُهم أن يَغزوهم كما غزا أهلَ خيبر، ويَحِلُّ بساحتهم، فأخبرَ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم بما قالوا، ورَأسُهم يومئذ يوشَعُ بن نُون، فصالحَهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أن يَحقِنَ دِماءَهم ويُجليهم، وأطعم رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم محيصة بن مسعود بخيبر ثلاثين وسقًا؛ لأنه كان من السُّفَراء(*)، وله خبرٌ عجيب في "المغازي" ذكره ابن إسحاق عن ابن عبّاس في قصّة قتْل كعب ابن الأشرف اليهودي الذي كان يُؤْذي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بشِعْره وسَعْيِهِ، ويُحرّض العربَ عليه، وهو رجل من بني نبهَان من طيئ، فلما قُتِل كعب قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:‏ ‏"مَنْ ظَفِر ثمَّ بِهِِ مِنْ رِجَال يَهُودٍ فَاقْتُلُوهُ‏ُ"(*)‏‏أخرجه أبو داود في السنن بلفظه 2/170 ـ 171، كتاب الخراج والفئ والإمارة باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة حديث رقم 3002، والبيهقي في الدلائل 3/200، وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 37533.، فوثب محيصة بن مسعود على ابن سبينة ـــ رجل من تجار يهود، كان يلابسهم ويبايعهم، فقتله، وكان حُويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم، فلما قتله جعل حويصة يضربه ويقول:‏ أي عدو الله، قتلته، أما والله لربَّ شَحْمٍ في بطنك من ماله‏!‏ قال مُحيّصة‏‏: فقلت له:‏ والله لقد أمرني بقتْلهِ مَنْ لو أمرني بقتلك لضربتُ عنقك، قال:‏ آلله! لو أمرك بقتلي لقتلتني، قال‏: نعم، قلت‏: والله لو أمرني بقتلك لقتلتك‏، قال:‏ والله إنّ دينًا بلغ بك هذا لعجب؛ فأسلم حُويصة، وكان ذلك أول إسلامه، فقال مُحيّصة:
يَلوُمُ ابْنُ أُمِّي لَوْ أُمِـرْتُ بِقَتْلِه لَطَبَّقْتُ ذِفْـرَاهُ بِأَبْيَضَ قَـاضِبِ
حُسَامٍ كَلَوْنِ المِلْحِ أَخْلِصَ صَقْلُهُ مَتَى مَـا أُصَوّبُهُ فَلَيْسَ بِكَـاذِبِ
وَمَا سَـرَّنِي أَنِّي قَتَلْتُكَ طَائِعًـا وَأَنَّ لَنَا مَا بَيْنَ بُصْرَى وَمَأْرَب
يُعَدّ محيصة في أهل المدينة، وروى عن الّنبي صَلَّى الله عليه وسلم في كسب الحجام،‏ وحديثُه عند الليث بن سعد عن محمد بن سهل بن أبي حثمة، عن محيّصة بن مسعود الأنصاريّ أنه كان له غلام حجَّام يقال له نافع أبو طِيبة، فانطلق إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فسأله عن خراجه، فقال:‏ ‏‏"‏لَا تَقْرَبْهُ"،‏‏ ‏فردّد على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال:‏ ‏"‏اعْلِفْ بِهِ النَّاضِحَ، اجْعَلْهُ فِي كرشِهِ‏"‏‏(*).
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال