تسجيل الدخول


رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق

رفاعة بن رافع بن مالك الأنصاريُّ الخزرجيُّ الزرقيّ البدريّ:
أخرجه ابن عبد البر، وابن منده، وأبو نعيم، وأَبو موسى.
يكنى أبا معاذ.
عَمُّ يحيى بن خلاَّد، وأم رفاعة هي أم مالك بنت أُبيّ ابن سلول مشهورة، أخت عبد اللّه بن أبَي رأس المنافقين، وكان أبوه رافع بن مالك أحد النقباء الاثني عشر، شهد العَقَبة مع السبعين من الأنصار، وشهد مع رفاعة بَدْرًا أخواه خلاد ومالك ابنا رافع، شهدوا ثلاثَتهم بَدْرًا، واختُلف في شهود أبيهم رافع بن مالك بَدْرًا.
كان لرفاعة من الولد عبد الرحمن وأمّه أمّ عبد الرحمن بنت النعمان بن عمرو، وعُبيد وأمّه أمّ ولد، ومعاذ وأمّه أمّ عبد الله، وهي سلمى بنت معاذ بن الحارث، وعبيد الله والنعمان ورملة وبُثينة وأمّ سعد وأمّهم أمّ عبد الله بنت الفاكه بن نسر، وأمّ سعد الصّغْرى وأمّها أمّ ولد، وكَلْثَم وأمّها أمّ ولد. ولرفاعة عقب كثير بالمدينة وبغداد‏.
أخرج له البُخَارِيُّ وغيره، وهو مِنْ أهل بدر، كما ثبت في البخاريّ، وشهد هو وأبوه العقَبة، وشهد رفاعة بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وروى معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي، عن أبيه وكان أبوه من أهل بدر، قال: جاء جبريل إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال: "مِنْ أَفْضَلِ المُسْلِمِينَ"، أو كلمة نحوها، قال: وكذلك من شهدها من الملائكة.(*).
روى عن النبيّ صلَى الله عليه وآله وسلّم، وعن أبي بكر الصديق، وعن عُبادة بن الصّامت، وروى عنه ابناه عبيد، ومعاذ؛ وابن أخيه يحيى بن خلاد، وابنه علي بن يحيى. روى علي بن يحيى الزَّرقي، عن أَبيه، عن عمه ــ وكان بدريًا ــ قال: كنا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إِذ دخل رجل المسجد، فصلّى ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يرمُقه، وهو لا يشعر. ثم انصرف فأَتى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فسلم عليه، فردّ عليه، ثم قال: "ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ". ــ قال: لا أَدري في الثانية، أَو في الثالثة؟ ــ قال: والذي أَنزل عليك الكتاب لقد جهدت فعلِّمني وأَرني. قال: "إِذَا أَرَدْتَ الصَّلاَةَ فَتَوَضَّأْ فَأَحْسِنِ الوُضُوءَ، ثُمَّ قُمْ فَاسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ، ثُمَّ كَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، فَإِذَا صَنَعْتَ ذَلِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ صَلاَتِكَ وَمَا انْتَقَصْتَ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّمَا تَنْتَقِصُهُ مِنْ أخرجه النسائي في السنن 2/ 193 كتاب الافتتاح باب الرخصة في ترك الذكر من الركوع. صَلاَتِكَ".(*) وقد رواه كذلك إِسحاق بن عبد اللَّه بن أَبي طلحة، عن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك عن أَبيه عن عمه.
شهد رفاعة بن رافع مع عليّ الجملَ وصِفْين، وذكر عمر بن شبّة عن المدائنيّ، عن أبي مخنف، عن جابر، عن الشّعبي قال:‏ لما خرج طلحة والزّبير كتبَتْ أم الفضل بنت الحارث إلى عليّ بخروجهم، فقال علي‏ّ: العجبَ لطلحة والزّبير؛ إنَّ الله عزّ وجل لما قَبَض رسولَهُ صَلَّى الله عليه وسلم قلنا:‏ ‏نحن أهلُه وأولياؤه لا ينازعُنا سلطانَه أحد، فأبى علينا قومُنا فولَّوْا غيرنا.‏ وأيمُ الله لولا مخافةُ الفُرْقَة وأنْ يعودَ الكفْر ويبوء الدِين لغيرنا، فصَبَرنا على بعض الألم، ثم لم نر بحمد الله إلا خيرًا، ثم وثب النَّاسُ على عُثمان فقتلوه، ثم بايعوني ولم أستَكْرِه أحدًا، وبايعني طلحةُ والزّبير، ولم يَصْبِرَا شهرًا كَامِلًا حتى خرجا إلى العراق ناكثين‏. اللهم فخُذْهما بفتْنتِهما للمسلمين. فقال رفاعة بن رافع الزّرقي‏: إنّ الله لما قبض رسولَه صَلَّى الله عليه وسلم ظَنَنّا أنّا أحقّ النّاسِ بهذا الأمر لنُصْرَتنا الرّسول ومكاننا من الدِّين، فقلتم‏: نحن المهاجرونَ الأوّلون وأولياءُ رَسُولِ اللَّهِ الأقْرَبون، وإنا نذكّركم الله أن تُنَازعونا مقامَه في النّاس، فخلَّيناكم والأمر، فأنتم أعلم، وما كان بينكم، غير أنا لما رأينا الحقَّ معمولًا به، والكتابَ متَّبعًا، والسنّةَ قائمة رضِينا. ولم يكن لنا إلا ذلك. فلما رأينا الأثَرة أنْكَرْنا لرضا الله عزّ وجل، ثم بايعناك ولم نَأْلُ، وقد خَالفك مَنْ أنت في أنفسنا خيْرٌ منه وأرضى، فمُرْنا بأمرك. وقدم الحجاجُ بن غزية الأنصاريّ فقال:‏ يا أميرَ المؤمنين‏:
دَرَاكَهَا دَرَاكَها قَبْلَ الفَوْتْ لَا وَأَلَتْ نَفْسِيَ إِنْ خِفْتُ المَوْتْ
يا معشر الأنصار، انصروا أميرَ المؤمنين أخرى كما نصرتم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أوّلًا، إنّ الآخرة لشبيهةٌ بالأولى أَلَا إنّ الأولى أَفضلهما. ومن حديث صالح بن كيسان عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق والشَّعبي وابن أَبي ليلى وغيرهم أَن عليًا رضي الله عنه قال في خطبته حين نهوضه إلى الجَمل‏: إِنَّ الله عزّ وجلّ فرضَ الجهادَ وجعله نُصرته وناصره، وما صلحت دُنيا ولا دين إلَّا به، وإني مُنيتُ بأربعة‏: أَدهى النّاس وأَسخاهم طلحة، وأَشجع النّاس الزّبير، وأَطوع النّاس في النّاس عائشة، وأَسرع النّاس فتنة يعلى بن منبه، والله ما أَنكروا عليّ مُنْكَرًا، ولا استأثرتُ بمال، ولا مِِلْتُ بهوىً، وإنهم ليطلبون حقًّا تركوه، ودَمًا سفكُوه‏. ‏ولقد ولّوه دُوني، ولو أني كنت شريكهم فيما كان لما أنكروه، وما تبعة دم عثمان إلا عليهم، وإنهم لَهُمُ الفئة الباغية؛ بايعوني ونكثوا بيعتي، وما استأنَوْا بي حتى يعرفوا جَوري من عَدْلي، وإني لراضٍ بحجَّة الله عليهم وعلْمِه فيهم، وإني مع هذا لداعيهم ومعذرٌ إليهم، فإن قَبِلُوا فالتّوبة مقبولة، والحقُّ أولى مما أفضوا إليه‏. وإن أبوا أُعطيتهم حدَّ السيّف، وكفى به شافيًا من باطل، وناصرًا، والله إنَّ طلحة والزَّبير وعائشة ليعلمون أني على الحق وأنهم مبطلون‏.
يقال: تُوفّي في أوّل خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقال ابْنُ قَانِع: مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال