عبد الرحمن بن عبد القاري
((عبد الرحمن بن عبدٍ القَارِيّ وهو من القَارَة، والقَارَة ولدُ مُحَلّم بن غالب بن عائذة بن يَيْثَعْ بن مُليح بن الهُون ابن خُزيمة بن مُدْرِكة بن إلياس بن مُضَر، وإنّما سُمّوا القارة لأنّ يَعْمَر الشُّدّاخ بن عوف الليثي أراد أن يفرّقهم في بطون كنانة فقال رجل منهم:
دَعُونا قارَةً لا تُنْفِرُونا
فنُجفِلَ مثلَ إجْفالِ الظَّلِيمِ
فسُمّوا بذلك القارة، وفيهم يقول القائل: قَدْ أَنْصف القارَةَ مَنْ راماها. وكانوا رُماة، والقارة من الأحابيش، والأحابيش: الحارث بن عبد مَناة بن كِنانة والمصطلق واسمه: جُذَيمة، والحَيا واسمه: عامر، ابنا سعد من خُزاعة وعَضَل. والقارة من ولد الهون بن خزيمة وعَضَل هو ابن الدِّيش بن مُحَلِّم، وسُمّوا أحابيش لأنّهم تحبّشوا أي تجمّعوا، وهم جميعًا حلفاء لقريش على بني بكر. ويقال تحَالفوا على جبلٍ يقال له حُبْشي على عشرة أميال من مكّة فسُمّوا به الأحابيش. وحالَفت القارةُ خاصة بني زُهْرة بن كلاب حلفًا صحيحًا في الجاهليّة، وتزوّجوا في بني زهرة حيث شاءوا، وعامّة أمّهاتهم من بني زهرة.)) الطبقات الكبير.((والقارّة هم بنو الهُون بن خزيمة، أخو أسد وكنانة.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أَخرجه أبو عمر.)) أسد الغابة.((يكنى أبا محمد.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((تقدم في ترجمة أخيه عبد الله أنه أتى بهما النبي صَلَّى الله عليه وسلم وهما صغيران فمسح على رؤوسهما. وَاخْتَلَفَ فِيهَ قَوْلُ الوَاقِدِيّ، فقال مرة: له صحبة. وقال مرة: كان من جلّة تابعي أهل المدينة)) ((قَالَ الْعَجْلِيّ: مدني تابعي ثقة. وذكره خليفة، وابن سعد، ومسلم في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((ولد على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ليس له منه سماع، ولا له منه رواية.)) أسد الغابة. ((روى عبد الرحمن عن عمر، وأبي طلحة، وأبي أيوب، وأبي هريرة. روى عنه ابنه محمد، والزهري، ويحيى بن جعدة بن هُبيرة)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((وروى عنه عُرْوة بن الزّبير.)) الطبقات الكبير.
((قال الواقديّ: هو صحابيّ، وذكره في كتاب الطبّقات في جملة مَن وُلد على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقال: كان مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال في خلافة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه. وذكر ابنُ إِسحاق عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عبد القارّي قال: كنت على بيت المال زمنَ عمر بن الخطّاب.))
((تُوفِّي سنة إحدى وثمانين)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مات في خلافة عبد الملك سنة ثمانين، وهو ابنُ ثمان وسبعين سنة. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبّان في الثقات، وقال: مات سنة ثمان وثمانين. وكذا أَرّخَه ابن قانع، وابن زَبْر والفرات؛ واتفقوا على مقدار سِنّه؛ فعلى قولهم يكون وُلد في آخر عُمرِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخلاف قول ابْنِ سعد، وقولُهم أقربُ إلى الصواب.)) الإصابة في تمييز الصحابة.