تسجيل الدخول


صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذاقة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي

1 من 1
صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ

(ب د ع) صَفْوان بن أُمَيَّة بن خَلَف بن وَهْب بن حُذَافة بن جُمَح، القرشي الجمحي. وأُمه صفية بنت مَعْمر بن حَبيب بن وَهْب بن حُذَافة بن جُمَح، جمحية أَيضًا، يكنى أَبا وهب، وقيل: أَبو أُمية.

قال ابن شهاب: إِن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال لصفوان: "أنزل أَبا وهب".(*) وروى أَبو جعفر محمدَ بن علي أَن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال له: "أَبَا أَمَيَّةَ".(*)

قتل أَبوه أَمية بن خلف يوم بدر كافرًا، ولما فتح رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مكة هرب صفوان بن أَمية إِلى جُدَّة، فأَتى عمير بن وهب بن خلف، وهو ابن عم صفوان، إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ومعه ابنه وهب بن عمير، فطلبا له أَمانًا من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فَأَمَّنَه، وبعث إِليه بردائه، أَو ببُرْدة له، وقيل: بعمامته التي دخل بها مكة أَمانًا له، فأَدركه وهب بن عمير، فرجع معه، فوقف على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وناداه في جماعة من الناس: يا محمد، إِن هذا وهب بن عمير، يزعم أَنك أَمَّنْتَني على أَن لي مسير شهرين. فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "انْزِلْ أَبَا وَهْب" أخرجه الترمذي في الشمائل 161 وعبد الرزاق في مصنفه حديث رقم 10195، 12646، 19852، والموطأ حديث رقم 544 والبيهقي في دلائل النبوة 5 / 46، 97 وذكره المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30170، 45850. فَقَالَ: لاَ حَتَّى تُبَيِّنَ لِي. فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَنْزِلْ وَلَكَ مَسِيْرُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرِ". فَنَزَلَ، وَسَارَ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنِ، وَاسْتَعَارَ مِنْهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم سِلَاحًا، فَقَالَ: طَوْعًا أَوْ كَرْهًـا، فَقَالَ: "بَلْ طَوْعًا عَارِيَّةً مَضْمُونَةً". فأَعاره، وشهد حنينًا كافرًا، فلما انهزم المسلمون قال كَلَدة بن الحَنْبل، وهو أَخو صفوان لأَمه: آلا بَطَل السِّحْر!‍ فقال: صفوان: اسكت، فَضَّ الله فاك، فوالله لأَن يَرُبَّني رَجُلٌ من قريش أَحَبُّ إِلي من أَن يَرُبَّني رَجُلٌ من هَوَازِن. يعني عوفَ بن مالك النَّضْري، ولما ظفر المسلمون أَعطاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم حنين.

أَخبرنا إِبراهيم بن محمد الفقيه وغيره بإِسنادهم، عن أَبي عيسى الترمذي، قال: حدثنا الحسن الخَلاَّل، حدثنا يحيى بن آدم، عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن صفوان، أَنه قال: "أَعطاني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يـوم حنين، وإِنه لأَبغض النـاس إِليّ، فما زال يُعْطيني حتى إِنه لأَحَبّ الناس إِليّ".

لما رأَى صفوان كثرة ما أَعطاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؛ قال: والله ما طابت بهذا إِلا نفس نَبِي، فأَسلم.

وكان من المؤلفة، وحسن إِسلامه وأَقام بمكة، فقيل له: من لم يهاجرْ هَلَك، ولا إِسلام لمن لا هجرة له. فقدم المدينة مهاجرًا، فنزل على العباس بن عبد المطلب، فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ" أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير رقم الحديث 2825 ومسلم 3 / 1487 في كتاب الإمارة باب المبايعة حديث رقم 1353 وأبو داود في سننه 2 / 6 في كتاب الجهاد حديث رقم 2481 والنسائي في سننه 7 / 145 في كتاب البيعة حديث رقم 4168 وأحمد في مسنده 1 / 226، 266، 355،2/215، 3/22، 469، 5 / 187 والدارمي في سننه 2 / 239 والحاكم في مستدركه 2 / 257، 3 / 18 وأبو شيبة في مصنفه 14 / 499 والطبراني في الكبير 10 / 412، 11 / 31 وذكره السيوطي في الدر المنثور 1 / 288، 406 . وقال: "على من نَزَلْتَ"؟ فقال: على العباس، فقال: "نزلت على أَشَدِّ قريش لقريش حُبًّا"، ثم قال له: "ارجع أَبا وهب إِلى أَباطِح مكة، فقروا على سَكِنَاتِكم". فرجع إِليها، وأقام بها حتى مات.

وكان أَحد أَشراف قريش في الجاهلية، وكان أَحد المُطْعِمين، فكان يقال له: سِدَاد (*)البطحاء، وكان من أَفصح قريش، قيل: لم يجتمع لقوم أَن يكون منهم مطعمون خمسة إِلا لعمرو بن عبد اللّه بن صفوان بن أَمية بن خلف، أَطعم خلف، وأَمية، وصفوان، وعبد اللّه، وعمرو، وقال معاوية يومًا. من يطعم بمَكِّة؟ فقالوا: عبد اللّه بن صَفْوان. فقال: بَخٍ بَخٍ، تلك نار لا تُطْفَأُ.

وقتل عبد اللّه بن صفوان بمكة، مع عبد اللّه بن الزبير، ومات صفوان بن أَمية بمكة سنة اثنتين وأَربعين، أَول خلافة معاوية، وقيل: توفي مَقْتَلَ عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وقيل: توفي وقت مسير الناس إِلى البصرة لوقعة الجمل.

روى عنه ابنه عبد اللّه، وعبد اللّه بن الحارث، وعامر بن مالك، وطاوس.

أَخرجه الثلاثة.
(< جـ3/ص 24>)
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال