تسجيل الدخول


صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذاقة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي

1 من 2
صفوان بن أميّة: بن خلف بن وهب بن حُذافة بن جُمَح، أبو وَهْب الجمحيّ. أمه صفيّة بنت معمر بن حبيب، جُمَحية أيضًا.

قُتل أبوه يوم بَدْر كافرًا. وحكى الزبير أنه كان إليه أمْرُ الأزلام في الجاهليَّة، فذكره ابنُ إِسْحَاق ومُوسَى بْنُ عُقْبَة وغيرهما، وأورده مالك في الموطأ عن ابن شهاب قالوا: إنه هرب يوم فتح مكّة، وأسلمت امرأتهُ وهي ناجية بنت الوَليد بن المغيرة، قال: فأحضر له ابنُ عمه عُمير بن وهب أمانًا من النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، فحضر. وحضر وقعة حُنين قبل أن يسلم ثم أسلم. ورد النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم امرأتَه بعد أربعة أشهر. رواه ابن إسحاق. عن الزهري.

وكان استعار النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم منه سلاحَه لما خرج إلى حُنين، وهو القائل يوم حُنَين: لأن يربّني رجلٌ من قريش أحبُّ إليّ من أن يربّني رجل من هَوَازن؛ وأعطاه النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم. قال الزبير: أعطاه من الغنائم فأكثر فقال: أشهد ما طابت بهذا إلا نفسُ نبيّ، فأسلم.

وروى له مسلمٌ والتِّرمِذِيُّ مِنْ طريق سَعِيدِ بْنِ المسيِّبِ، عن صفوان بن أمية، قال: والله لقد أعطاني النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وإنه لأبغض النّاسِ إليّ، فما زال يعطيني حتى إنه لأحبُّ النّاسِ إِلىّ. (*)

وأخرج التِّرْمِذِيُّ من طريق معروف بن خَرَّبود، قال: كان صفوان أَحدَ العشرة الذين انتهى إليهم شرفُ الجاهليَّة، ووصله لهم الإسلام من عشر بطون.

ونزل صَفْوَانُ على العبّاس بالمدينة، ثم أذن له النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم في الرجوع إلى مكّة، فأقام بها حتى مات بها مقتل عثمان. وقيل: دُفِن مسير الناس إلى الجَمل. وقيل: عاش إلى أول خلافة معاوية، قال المدائني: سنة إحدى. وقال خليفة: سنة اثنتين وأربعين.

قال الزُّبَيْرُ: جاء نعي عثمان حين سوّى على صفوان؛ حدَّثني بذلك محمد بن سلام، عن أبَان بن عثمان. وقال ابن سعد: لم يبلغنا أنه غزَا مع النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم ولا بعده، وكان أحدَ المُطْعِمين في الجاهليَّة والفصحاء.

روى عنه أولاده: عبد الله، وعبدالرَّحمن، وأميَّة، وابن ابنِه صفوان بن عبد الله، وابن أخيه حميد بن حُجَير، و عبد الله بن الحارث، وسعيد بن المسيّب، وعامر بن مالك، وعطاء، وطاوس، وعكرمة، وطارق بن المرقّع، ويقال: إنه شهد اليرموك.

حكى سيف أنه كان حينئذ أميرًا على كردوس.

وقال الزُّبَيْرُ: حدَّثني عَمّي وغيره من قريش، قالوا: وفد عبد الله بن صَفْوَان على معاوية هو وأخوه عبد الرَّحمن الأكبر، وكان معاوية خال عبد الرَّحمن، فقدم معاوية عبد الله على عبد الرَّحمن، فعاتبته أختُه أم حبيبة في تأخير ابْنِ أختها، فأذِن لابنها، فدخل عليه، فقال له: "سَلْ حَوائِجك"، فذكر دَيْنًا وعيالًا، فأعطاه وقضى حوائجه؛ ثم أذن لعبد الله فقال: "سَلْ حَوَائِجَكَ". قال: تخرج العطاء، وتفرض للمنقطعين، وترفد الأرامل والقواعد، وتتفقد أحلافك الأَحابيش. قال: أفعل كلَّ ما قلت؛ فهلم حوائجَكَ. قال: وأي حاجة لي غَيْرُ هذا؟ أنا أَغنى قريش. ثم انصرف. فقال معاوية لأخته: كيف رأيتِ؟.

ثم كان عبد الله بن صفوان مع ابن الزبير يؤيِّدُه ويشيد أمره، وصبر معه في الحصار حتى قُتِلا في يوم واحد.

وذكر الزُّبيرُ أنَّ معاوية حجَّ عامًا فتلقاه عبد الله بن صفوان على بعير فسايره، فأنكر ذلك أهلُ الشَّام، فلما دخل مكّة إذا الجبل أبيض من غَنَمٍ كانت عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، هذه ألْفا شاةٍ أجزرتها، فقال أهل الشّام: ما رأينا أسخى من هذا الأعرابيّ أي عم أمير المؤمنين.

قال: وقدم رجل على معاوية من مكّة فقال: مَنْ يطعم الناس اليوم بمكّة؟ قال: عبد الله بن صفوان. قال: تلك نار قديمة.

مات قبل عثمان. وقيل عاش إلى زمن عليّ.
(< جـ3/ص 349>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال