تسجيل الدخول


سلمة بن الأكوع

يْكَنى أبا مسلم، وقيل: يُكنى أبا إياس، وقيل: يُكْنَى أبا عامر، والأكثر أبو إياس، بابنه إياس. وكان سلمة مِمّن بايع تحت الشجرة مرتين. وسكن المدينة، ثم انتقل فسكن الرَّبَذَة، وكان شجاعًا راميًا مُحْسِنًا خَيِّرًا فاضلًا، وكان يسبق الفرس عَدْوًا، وقال يزيد بن أبي عبيد: كان سَلَمة بن الأكوع إذا سُئل بوجه الله أفّفَ ويقول: مَن لم يُعْطِ بوجه الله فبماذا يعطي؟ روي عنه أنه قال: قدمنا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الحديبية، ثمّ خرجنا راجعين إلى المدينة فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "خير فرساننا اليوم أبو قَتَادة وخير رَجّاَلتِنا سَلَمة"، ثمّ أعطاني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سَهْمين سهم الفارس، وسهم الراجل جميعًا. وروى محمد بن ربيعة الكلابي، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: قام رجلٌ من عند النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فأُخبِرَ أنّه عَيْنٌ للمشركين فقال: "مَن قَتَلَه فله سَلَبُه"، قال فلحقتُه فقتلتُه فنفّلني النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم سَلَبَه. وقال ابنُ إسحاق‏:‏ وقد سمعتُ أنّ الذي كلمه الذّئب سلَمة بن الأكوع، قال سلمة:‏ رأيتُ الذّئب قد أخذ ظبيًا، فطلبتُه حتى نزعته منه، فقال‏: ويحك‏!‏ ما لي ولك؟ عمدتَ إلى رزق رزقنيه الله، ليس من مالك تنتزعه منّي؟ قال:‏ قلت: أيا عباد الله، إن هذا لعجَب، ذئبٌ يتكلّم!‏ فقال الذّئب‏: أعْجَبُ من هذا أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم في أصول النّخل يَدْعوكم إلى عبادة الله وتأبون إلّا عبادة الأوثان، قال‏‏: فلحقت برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأسلمت، فالله علم أي ذلك كان‏. وروي عن سَلمة بن الأكْوع قال: غزوتُ مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سبع غزوات، ومع زَيد بن حارثة تسع غزوات حين أمَّره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم علينا، وروي عنه رضي الله عنه قال: أَمَّرَ علينا رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم أبا بكر فغزونا ناسًا من المشركين، فبَيّتْناهم فقتلناهم، وكان شعارُنا: أمِتْ أمِتْ، فقتلتُ بيدي تلك الليلة سبعةً أهلَ أبيات. وعن سَلمة بن الأكوع قال: خرجتُ أريد الغابة فلقيتُ غلامًا لعبد الرحمن بن عوف فسمعتُه يقول: أُخِذَتْ لِقاحُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: قلتُ: مَن أخذها؟ قال: غَطفان، قال: فانطلقتُ فناديتُ: يَاصَبَاحاهْ، يَاصَبَاحَاه، حتى أسمعتُ مَن بين لابَتَيْها، ثمّ مضيتُ فاستنقذتها منهم، قال: وجاء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في الناس فقلتُ: يا رسول الله إنّ القومّ عِطاش، أعجلناهم أن يستقوا لِشَفَتِهم، فقال: "يابن الأكوع مَلَكْتَ فأسْجِحْ، إنهم الآن في غطفان يُقْرَوْنَ"، قال: وأردفني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم خلفه. وروى عنه ابنه إِياس، ويزيد بن أَبي عبيد مولاه، وغيرهما، وروى عنه جماعة من أَهل المدينة. فقد روى الخطيب أَبو الفضل عبد اللّه بن الطوسي، عن يزيد بن أَبي عبيد قال: قال سلمة بن الأَكوع: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لَا يَقُولُ أَحَدٌ بَاطِلًا لَمْ أَقُلْهُ إِلَّا تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". وقد روى سلمة عن أبي بكر، وعمر، وعثمان. نزل سلمة المدينة، ثم تحوَّل إلى الرَّبذَة بعد قَتْل عثمان، وتزوّج بها، ووُلد له، حتى كان قبل أن يموتَ بليالٍ نزل المدينة فمات بها، وعُمِّر سلمة بن الأكوع عمْرًا طويلًا.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال