تسجيل الدخول


عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن حذيفة بن جهمة بن غاضرة بن...

يُكْنَى أبا نَجيد بابنه نَجيد بن عمران، أَسلم قديمًا هو وأبوه وأخته، وكان ينزل ببلادِ قومه، قال محمد بن سيرين: أفضل من نزل البصرة من أصحابِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عمران بن حُصينز روي عن أبي رجاء العطاردي قال: خرج علينا عمران بن الحُصين في مِطْرف خزّ لم نره عليه قطّ قبلُ ولا بعدُ، فقال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أنعم على عبدٍ نعمة يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده". وكان إسلام عمران عام خَيْبر، وغزا عدةَ غزوات، وكان صاحب رايةِ خُزَاعة يوم الفتح، وعن يزيد بن إبراهيم قال: سمعتُ محمدًا، يعني ابن سِيرِين، قال: سَقَى بَطْنُ عِمران بن الحُصَين ثلاثين سنة، كلّ ذلك يُعْرَضُ عليه الكيُّ فيأبَى أن يكتوي حتى كان قبل وفاته بسنتين فاكتوى، وكان عمران بن حصين ينهَى عن الكيّ فابْتُلِيَ فاكتُوىَ فكان يعجّ ويقول: لقد اكتُوِيتُ كَيّةً بنار ما أبْرَأتْ من ألَمٍ ولا شَفَتْ من سَقَمٍ. عن الحكم ـــ يعني ابن الأعرج ـــ قال: اسْتَقْضَى عُبيدُ الله بن زِياد عمران بن حُصين فاختصم إليه رجلان قامت على أحدهما البيّنة فقضى عليه، فقال الرجل: قضيتَ عَلَيَّ ولم تألُ، فوالله إنّها لباطل، قال: آللِه! قال آلله الذي لا إله إلاّ هو، فوثب فدخل على عبيد الله بن زياد وقال: اعزلني عن القضاء، قال: مهلًا يا أبا النّجيد، قال: لا والله الذي لا إله إلاّ هو لا أقضي بين رجلين ما عبدتُ الله. وروى هِشَامُ، عن محمد بن سِيرِين، قال: ما قدم من البصرة أحد من أصحاب النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، يفضَّل على عمران بن حصين، وقال مُطَرِّف: خرجتُ مع عِمْران بن حُصَين من الكوفة إلى البصرة فما أتَى علينا يوم إلاّ يُنْشِدُنا فيه شعرًا ويقول: إنّ لكم في المعاريض لَمَنْدُوحَةً عن الكَذِبِ، وعن قَتَادَة قال: بلغني أنّ عمران بن حصين قال: وَدِدْتُ أني رمادٌ تَذْروني الرّياح، وقال: ما مَسَسْتُ ذَكري بيميني منذ بايعتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم. وروى سعيد بن أبي هلال، عن أبي الأسود الدؤلي؛ قال: قدْمتُ البصرة، وبها عمران بن حصين، وكان عمر بعثه ليفَقِّه أهلها، وقال أَبُو عُمَرَ: كان من فضلاء الصحابة وفقهائهم يقول عنه أهل البصرة: إنه كان يرى الحفظةَ وكانت تكلّمه حتى اكْتَوَى، وكان رضي الله عنه مجابَ الدعوة. وروى عمران بن الحصين، عن أبيه، قال: أَتَى النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، عبدُ المطلب خيرٌ لقومك منك، كان يُطْعِمهم الكَبِد والسَّنام، وأنت تنحرهم! فقال له ما شاء الله، فلما أراد أن ينصرف قال: ما أقول؟ قال:"قل: اللهم قِني شَرّ نفسي، واعزم لي على رشد أمري"، فانطلق ولم يكن أسلم، ثم أنه أسلم فجاء فقال: يا رسول الله، إني أتيتك فقلتُ عَلمني، فقلتَ: "قل: اللهم قني شر نفسي واعزِم لي على رشدي" فما أقول الآن حين أَسْلَمْتُ؟ قال: "قل: اللهم قني شر نفسي واعزِم لي على رشد أمري، اللهم اغفر لي ما أسررتُ وما أعلنت، وما أخطاتُ وما عَمدتُ، وما علمتُ وما جهلتُ". وروى قَتَادَة، عن مُطَرِّف قال: أرسل إليّ عمران بن حصين في مرضه فقال: إنّه كانت تسلّم عليّ، يعني الملائكة، فإن عشتُ فاكْتُمْ علي وإن مِتّ فحَدّثْ به إن شئتَ، وقال: إنّي فقدتُ السلام حتى ذهب عنّي أثر النار، قال: قلت له: من أين تسمع السلام؟ قال: من نواحي البيت، قال فقلتُ: أما إنّه لو قد سُلّمَ عليك من عند رأسك كان عند حضور أجَلِك، فسمع تسليمًا عند رأسه، قال فقلتُ: إنّما قلتُه برأيي، قال: فوافق ذلك حضور أجله. وروى الحسن، أنّ عمران بن حصين اشتكى شكاةً شديدة حتى جعلوا يَأوُون له من ذلك فقال له بعض من يأتيه: لقد كان يمنعنا ما نرى بك من إِتيانِك، قال: فلا تفعل فوالله إنّ أحبّه إليّ لأحبّه إلى الله، وتوفّي عمران بالبصرة قبل وفاة زياد بن أبي سفيان بسنة، وتوفّي زياد سنة اثنتين وخمسين، وقيل: سنة ثلاثٍ وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان‏.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال