تسجيل الدخول


عمرو بن سالم آخر

((عمرو بن سالم بن حصين بن سالم بن كلثوم الخزاعي مِنْ مُليح، بالتصغير، وآخره حاء مهملة ـــ ابن عمرو بن ربيعة بن كعب بن عمرو بن يحيى بن خزاعة.)) ((عمرو بن سالم آخر: أورده أبو موسى، وعزاه لسعيد بن يعقوب، مِنْ طريق حرام بن هشام، عن أبيه، عن عمرو بن سالم؛ قال: قلت: يا رسول الله، إن أَنس بن زُنَيْم هجاك... الحديث. قلت: هذا هو الخزاعي، وعجبْتُ لابن الأثير كيف غفل عن التنبيه عليه مع قرْبِ العهد به!)) ((عمرو بن سالم بن حصيرة بن سالم الخزاعي: استدركه ابْنُ فَتْحُونَ على الاستيعاب، وحكى عن الطبري أنه كان أحد من يحمل أَلْوِيةَ خُزَاعة يوم الفتح. قُلْتُ: ولا معنى لاستدراكه؛ فإنه هو عمرو بن سالم بن كلثوم الخُزَاعي الذي ذكره أَبُو عُمَرَ)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((عَمْرو بنُ سَالِم بن حضيرة بن سالم، من بني مُلَيح بن عَمْرو بن رَبِيعة. كان شاعرًا، وكان يحمل أَحد أَلوية بني كعب التي عقدها لهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو الذي يقول يومئذ: [الرجز]

لاَ هُمَّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدًا

الأَبيات، قال ابن شاهين: أَخرجه أَبو موسى بهذا اللفظ. قلت: أَخرج أَبو موسى هذه الترجمة مستدركًا على ابن منده، وهذا الذي ذكرناه لفظه، ولا وجه لاستدراكه عليه، فإِن هذا هو المذكور في الترجمة التي قبلها [[يعني: عمرو بن سالم الخزاعي]]، وإِنما ابن إِسحاق وغيره ذكروا نسبه مختصرًا، كما ذكره ابن منده وأَبو نُعَيم، ولعل أَبا موسى لما رأَى الأَول لم يتعدوا في نسبه سالمًا، ورأَى هذا قد رفع نسبه، ظنه غيره، والذي سقناه عن ابن الكلبي في الترجمة الأُولى من نسبه يَدُلّ أَنهما واحد، ولعل من يرى نسبه الذي ساقه أَبو عمر، وفيه: "سالم بن كلثوم" وفي هذا سالم بن حضيرة، فظنهما اثنين، وليس كذلك، فإِنهم اختلفوا في نسبه كما اختلفوا في غيره، والبيت الشعر الذي أَورده أَبو موسى يشهد أَنهما واحد، ونحن نذكر كلام ابن الكلبي ليعلم أَنهما واحد، قال: فولد مليح بن عمرو بن ربيعة: سعد أَو غنمًا، ثم قال: فمن بني سعد بن مليح: عبد اللّه بن خلف. وذكر نسبه، وابنه طلحة بن عبد اللّه وهو طلحة الطلحات، وذكر أَيضًا الأَسود بن خلف، وعثمان بن خلف، ثم قال: وعمرو بن سالم بن حضيرة بن سالم الشاعر القائل: [الرجز]

لاَ هُمَّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدا حِلْفَ أَبِيْنَا
وَأَبِيْهِ
الْأَتْلَدَا

فهل هذا إِلا الذي ذكره ابن منده وأَبو نعيم؟! والله أَعلم.)) أسد الغابة. ((عمر بن سالم الخزاعي: ذَكَرَهُ ابْنُ مَنْدَه؛ قال: وقيل عمرو بن سالم، وهو وافد خزاعة، ثم ذكر من حديث ابن عباس أنَّ عمر بن سالم الخزاعي أَتى النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فأنشده:
اللَّهُمَّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدا

[الرجز]

الأبيات. قال أبو نُعَيْم: كذا أخرجه، ولم يختلف في أنه عمرو ــ يعني بفتح العين. قال ابن الأثير: قول أبي نُعَيْم صحيح. وقول ابن منده وهم وتصحيف. واختصره الذَّهَبِيُّ اختصارًا عجيبًا، فقال ما نصه: عمر بن سالم الخزاعي. وقيل: عمرو، وافد خزاعة. والأصح عمر؛ كذا في النسخة. وأظن الواوَ سقطت ليلتئمَ كلامُه بأَصله.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((بُدَيْل بن كُلْثُوم الخُزَاعِيّ، وقيل: عمرو بن كلثوم، قدم على النبي صَلَّى الله عليه وسلم في عهد خزاعة لما غدرت بهم قريش، وأنشده: [الرجز]

* لَا هُمَّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدا*

أخرجه ابن منده وحده. فأما قوله: وقيل عمرو بن كلثوم فلا أعرفه، وكان يجب عليه أن يذكره في عمرو بن كلثوم، فلم يذكره وإنما هو عمرو بن سالم بن كلثوم، فأسقط الأب.)) أسد الغابة.
((كان عَمرو يحمل أحد ألوية بني كعب الثلاثة التي عقدها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لهم يوم فتح مكّة)) الطبقات الكبير.
((أَنبأَنا أَبو جعفر بن أَحمد بن علي بإِسنادهم عن يونس بن بُكير، عن محمد بن إِسحاق قال: حدثني الزهري، عن عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم والمِسْوَر بن مخرمة أَنهما حدثاه جميعًا، "أَن عمر بن سالم الخزاعي ركب إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عندما كان من أَمر خزاعة وبني بكر بالوتير، حتى قدم المدينة إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه يخبره الخبر، وقد قال أَبيات شعر، فلما قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَنشده أَبياتًا، وهي هذه: [الرجز]

لاَ هُمَّ
إِنِّي
نَاشِدٌ
مُحَمَّدا حِلْفَ أَبِينَا
وَأَبِيهِ
الأَتْلَدَا

كُنْتَ لَنَا
أَبًا
وَكُنَّا
وَلَدَا ثُمَّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ
يَدَا

فَانْصُرَ رَسُولَ الْلَّهِ نَصْرًا عَتَدًا وَادْعُ
عِبَادَ الْلَّهِ يَأْتُوا مَدَدا

فِيْهِمْ رَسُولُ الْلَّهِ قَدْ تَجَرَّدَا إِنْ سِيمَ خَسْفًا وَجْهُهُ تَرَبَّدا

فِي فَيْلَقٍ كَالْبَحْرِ يَجْرِي مُزْبَدَا إِنَّ قُرَيشًا أَخْلَفُوكَ
المَوْعِدَا

وَنَقَضُوا
مِيْثَاقَكَ
المُؤَكَّدَا وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتَ تَدعُو أَحَدَا

وَهُم
أَذَلُّ
وَأَقَلُّ
عَدَدَا قَدْ جَعَلُوا لِي بكَدَاءٍ رَصَدَا

هُمْ
بَيَّتُونَا
بِالْوَتِيْرِ
هُجَّدا فَقَتَّلُونَا
رُكَّعًا وَسُجَّدَا

فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ يَا عَمْرُو بْنَ سَالِمٍ". فما برح حتى مَرَّت عنانة في السماء، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذِهِ الْسَّحَابَةَ لَتَسْتَهِلُّ بِنَصْرِ بَنِي كَعْبٍ"(*) أخرجه البيهقي في السنن الكبري 9 / 134 وأخرجه أيضا في دلائل النبوة 5 / 7 وأورده السيوطي في الدر المنثور 3 / 215 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30166.. وأَمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بالجهاز، وكتمهم مُخْرجه، وسأَل الله أَن يُعَمِّي على قريش خبره، حتى يَبْغَتَهم في بلادهم، وسار فكان فتحُ مكة.)) أسد الغابة. ((قال مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ في "المَغَازِي": حدثني الزُّهَرِيُّ، عن عُرْوَة بْنُ الزُّبَيْرِ، عن مروان بن الحكم والمِسْوَر بن مَخْرمة ــ أنهما حدَّثاه جميعًا أنّ عَمْرو بن سالم الخزاعي ركِب إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لما كان من أَمْر خزاعة وبني بكر بالوَتير، حتى قدم المدينة يخبره الخبر، فأنشده:

اللَّهُمَّ
إِنِّي
نَاشِدٌ
مُحَمَّدا حِلْفَ أَبِينَا
وَأَبِيهِ
الأتْلَدَا

كُنْتَ
لَنَا أَبًا
وَكُنَّا
وَلَدَا ثمَّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا

فَانْصُرْ رَسُولَ اللهِ نَصْرًا أَعْتَدَا وَادْعُ عِبَادَ اللهِ يَأْتُوا مَدَدَا

فَيِهِمْ رَسُولُ اللهِ قَدْ تَجَرَّدا إِنْ سِيمَ خَسْفًا وَجْهُهُ تَرَبَّدَا

فِي فَيْلَقٍ كَالْبَحْرِ يَجْرِي زَبَدا إِنَّ قُرَيْشًا أَخْلَفُوكَ
المَوْعِدَا

وَنَقَضُوا
مِيثَاقَكَ
المُؤَكَّدَا هُمْ
بَيَّتُونَا
بِالوَتِيرِ هُجَّدَا

وَقَتَلُونَا
رُكَّعًا
وَسُجَّدَا

[الرجز]
وهي أطول مِنْ هذا، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "نصرت يا عَمْرو بن سالم"(*). فذكر القصة في فتح مكة. وأخرج سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ في "الصحابة" مِنْ طريق حِزَام، بكسر المهملة وزاي، ابن هشام، عن عَمْرو بن سالم، قال: قلت: يا رسول الله، إنَّ أنس بن زُنيم قد هجاك؛ فأَهدر النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم دَمه. وقد تقدمت الإشارة إلى ذاك في ترجمة أَسِيد بن أبي إياس بن زُنيم. وقد رُويت هذه الأبيات لعَمْرو بن كلثوم الخزاعي؛ كما أخرجه ابن منده، مِنْ طريق إسماعيل بن سليمان بن عقيل بن وهب بن سلمة الخُزَاعي: حدثني، أبي عن أبيه، عن عمرو بن كلثوم الخزاعي، قال: جئت بسَرْح مستنصرًا مِنْ مكة إلى المدينة، حتى أدركنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأنشأ يقول... فذكر هذه الأبيات. ويحتمل أن يكونَ نسب في هذه الرواية إلى جَدّ جده. وفي أَبي طاهر المخلص عن ابن صاعد: حدثنا يحيى بن سليمان بن نَضْلة، حدثني عَمّي محمد عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن ميمونة بنت الحارث ــ أن النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم قام عندها في ليلتها، ثم قام فتوضّأ للصلاة، فسمعته يقول: "لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ" ــ ثَلَاثًا، فقلت: يا رسول الله، سمعتكَ تكلّمُ إنسانًا، قال: "هَذَا رَاجِزُ بَنِي كَعْبٍ يَسْتَرْحِمُنِي، وَيَزْعَمُ أَنَّ قُرَيْشًا أَعَانَتْ عَلَيْهِم بَنِي بَكْرٍ"، قال: فأقمنا ثلاثًا فصلى النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم، فسمعت الراجز ينشد، فذكرت بَعْضَ هذه الأبيات والقصة.(*) وقد طعن السُّهَيْلِيُّ في صُحْبَةِ هذا الراجز، وقال قوله: ثم أسلمنا، أراد أسلموا من السلم، لا من الإسلام؛ لأنهم لم يكونوا أسلموا بعد، وردّ بقوله: وقَتلونا ركّعًا وسُجَّدَا. ووقع في رواية ابن إسحاق:

هُمْ قَتَلُونَا بِالصَّعِيدِ هُجَّدَا نَتْلُو
القُرْآنَ
رُكَّعًا وسُجَّدَا

[الرجز]
وتأوله بعضهم بأنَّ مراده بقوله: ركّعًا وسجدا ــ أنهم حلفاء الذين يركعون ويسجدون ولا يَخْفِى بُعْده. وقد قال ابْنُ الكَلْبِيِّ، وأَبُو عُبَيْدٍ، والطَّبَرِيُّ ــ أنّ عمرو بن سالم هذا كان أحَد مَنْ يحمل ألويةَ خُزاعة يومَ فَتْح مكة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((كان شاعرًا، ولما نزل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، الحُديبية أهدى له عمرو بن سالم غنمًا وجزورًا فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "بارك الله في عمرو!" وأقبل عمرو وبُديل بن وَرْقاء إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يومئذٍ فأخبراه عن قريش(*))) الطبقات الكبير.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال