تسجيل الدخول


عمرو بن سالم آخر

عمرو بن سالم بن حصين الخزاعي مِنْ مُليح، وقيل: عمرو بن سالم بن حصيرة، أو حضيرة الخزاعي، وقيل: عمرو بن سالم بن كلثوم الخُزَاعي، وقيل: اسمه عمر، وقيل: بُدَيْل بن كُلْثُوم الخُزَاعِيّ.
أخرجه ابن منده، وأبو موسى، وأبو نعيم، وذكر ابن الأثير أن عمرو بن سالم بن كلثوم؛ هو هو عمرو بن سالم بن حضيرة، ولكن نسب إلى جده، كان شاعرًا، وكان عَمرو يحمل أحد ألوية بني كعب الثلاثة التي عقدها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لهم يوم فتح مكّة، وهو الذي يقول يومئذ:
لاَ هُمَّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدًا
الأَبيات، وروى عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم والمِسْوَر بن مخرمة أَنهما حدثاه جميعًا، "أَن عمر بن سالم الخزاعي ركب إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عندما كان من أَمر خزاعة وبني بكر بالوتير، حتى قدم المدينة إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه يخبره الخبر، وقد قال أَبيات شعر، فلما قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَنشده أَبياتًا، وهي هذه:
لاَ هُمَّ
إِنِّي
نَاشِدٌ
مُحَمَّدا حِلْفَ أَبِينَا
وَأَبِيهِ
الأَتْلَدَا
كُنْتَ لَنَا
أَبًا
وَكُنَّا
وَلَدَا ثُمَّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ
يَدَا
فَانْصُرَ رَسُولَ الْلَّهِ نَصْرًا عَتَدًا وَادْعُ
عِبَادَ الْلَّهِ يَأْتُوا مَدَدا
فِيْهِمْ رَسُولُ الْلَّهِ قَدْ تَجَرَّدَا إِنْ سِيمَ خَسْفًا وَجْهُهُ تَرَبَّدا
فِي فَيْلَقٍ كَالْبَحْرِ يَجْرِي مُزْبَدَا إِنَّ قُرَيشًا أَخْلَفُوكَ
المَوْعِدَا
وَنَقَضُوا
مِيْثَاقَكَ
المُؤَكَّدَا وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتَ تَدعُو أَحَدَا
وَهُم
أَذَلُّ
وَأَقَلُّ
عَدَدَا قَدْ جَعَلُوا لِي بكَدَاءٍ رَصَدَا
هُمْ
بَيَّتُونَا
بِالْوَتِيْرِ
هُجَّدا فَقَتَّلُونَا
رُكَّعًا وَسُجَّدَا
فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ يَا عَمْرُو بْنَ سَالِمٍ". فما برح حتى مَرَّت عنانة في السماء، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذِهِ الْسَّحَابَةَ لَتَسْتَهِلُّ بِنَصْرِ بَنِي كَعْبٍ"(*) أخرجه البيهقي في السنن الكبري 9 / 134 وأخرجه أيضا في دلائل النبوة 5 / 7 وأورده السيوطي في الدر المنثور 3 / 215 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30166.، وأَمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بالجهاز، وكتمهم مُخْرجه، وسأَل الله أَن يُعَمِّي على قريش خبره، حتى يَبْغَتَهم في بلادهم، وسار فكان فتحُ مكة"، وروى يحيى بن سليمان بن نَضْلة، عن ميمونة بنت الحارث ــ أن النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم قام عندها في ليلتها، ثم قام فتوضّأ للصلاة، فسمعْتُه يقول: "لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ" ــ ثَلَاثًا، فقلت: يا رسول الله، سمعتكَ تكلّمُ إنسانًا، قال: "هَذَا رَاجِزُ بَنِي كَعْبٍ يَسْتَرْحِمُنِي، وَيَزْعَمُ أَنَّ قُرَيْشًا أَعَانَتْ عَلَيْهِم بَنِي بَكْرٍ"، قال: فأقمنا ثلاثًا فصلى النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم، فسمعت الراجز ينشد، فذكرت بَعْضَ هذه الأبيات والقصة(*). وقد طعن السُّهَيْلِيُّ في صُحْبَةِ هذا الراجز، وقال: قوله: ثم أسلمنا، أراد أسلموا من السلم، لا من الإسلام؛ لأنهم لم يكونوا أسلموا بعد، ورُدّ بقوله:
وقَتلونا ركّعًا وسُجَّدَا.
ووقع في رواية ابن إسحاق:
هُمْ قَتَلُونَا بِالصَّعِيدِ هُجَّدَا نَتْلُو
القُرْآنَ
رُكَّعًا وسُجَّدَا
وتأوله بعضهم بأنَّ مراده بقوله: ركّعًا وسجدا ــ أنهم حلفاء الذين يركعون ويسجدون ولا يَخْفِى بُعْده، وقد قال ابْنُ الكَلْبِيِّ، وأَبُو عُبَيْدٍ، والطَّبَرِيُّ ــ أنّ عمرو بن سالم هذا كان أحَد مَنْ يحمل ألويةَ خُزاعة يومَ فَتْح مكة، ولما نزل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الحُديبية أهدى له عمرو بن سالم غنمًا وجزورًا، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "بارك الله في عمرو!" وأقبل عمرو وبُديل بن وَرْقاء إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يومئذٍ فأخبراه عن قريش(*).
أخرج سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ في "الصحابة" بسنده عن عَمْرو بن سالم، قال: قلت: يا رسول الله، إنَّ أنس بن زُنيم قد هجاك؛ فأَهدر النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم دَمه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال