تسجيل الدخول


قسامة بن زيد الليثي

قَسَامة بن زيد الليثي:
قال عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر: دخل فُرَات بن زيد الليثي على عمر بن الخطاب، وكان ذا مال كثير، وكان يبخّل، وكان من ألبّاء العرب وذوي العلم والرأي، فوجد عُمَر يُعْطِي المهاجرين والأنصار؛ فقال له فرات: من الذي يقول:
الفَقْرُ يُزْرِي بِالفَتَى فِي قَوْمِهِ وَالعَينُ يُغْضِيها الكَرِيمُ عَلَى القَذَى
وَالمَالُ يَبْسِطُ لِلَّئيِمِ لِسَـانَـهُ حَتَّى يَصِيرَ كَـأنـَّهُ
شَيْءٌ يُـرَى
وَالمَال جُدْ بِفُضُولِهِ وَلَتَعْلَمَنْ أنَّ البَخِيـلَ
يَصِيرُ يَومًا لِلثَّـرَى
قال: لا أدري يا أمير المؤمنين، غير أني عرفت أن أخا بني ضبيعة أشعر الناس حيث يقول:
وَإصْلَاحُ الْقَلِيلِ يَزِيدُ فِيهِ وَلَا يَبْقَى الْكَثِيرُ مَعَ الْفَسَادِ
فقال عمر: قول الله عز وجل: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] أفضل، قال: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى يقول: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِن} [الإسراء: 22] قَالَ عُمَرَ: فبين ذلك قوامًا يا فُرات، اتق الله، وإنما لك من مالك ما أنفقت، يا فرات، أطعم السائل، وكن سريعًا إلى داعي الله، إن الله جواد يحبُّ الجود وأهله، وإن البخل بئس شِعَار المسلم، يا فرات، أتدري من الذي يقول:
سَأَبْذلُ مَالِـي
للعُفَاةِ
فَإنَّنِي رَأيْتُ الغِنَى وَالفَقْرَ سِيَّان فِي القَبْرِ
يَمُوتُ أخُو الفَقْرِ القَلِيلُ
مَتَـاعُهُ وَلَا تَتْـرُكُ الأيَّامُ مَنْ كَانَ ذَا وَفْرِ
وَلَيْسَ الَّذِي جَمَّعْتُ عِنْدِي بِنَافِعٍ إذَا حَلَّ بِـي يَوْمًا جَلِيلٌ مِنَ الأمْرِ
قال: لا أدري يا أمير المؤمنين قال هذا شعر أخيك قسامة بن زيد قال: ما علمته قال: بل هو أنشدنيه، وعنه أخذته، وإن لكَ فيه لعبرة قال: يا أمير المؤمنين، وفقك الله وسدّدك، أمرت بخير، وحضضَتْ عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال