تسجيل الدخول


أبو محصن الأشعري

عُكَّاشَةُ بن مِحْصَن بن حُرْثان الأسديّ الأشعري، حليف بني أميّة:
كنيته أبو محصن، وروت أُمّ قيس بنت مِحْصَن قالت: توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وعكاشة ابن أربعٍ وأربعين سنة، وقُتل بعد ذلك بسنة ببُزاخة في خلافة أبي بكر الصّدّيق سنة اثنتي عشرة، وكان عُكاشة من أجمل الرجال، وكان من السابقين الأولين، وهاجر إِلى المدينة، وكان من سادات الصحابة وفضلائهم، وشهد بدرًا، وأَبلى فيها بلاءً حسنًا، وانكسر في يده سيف، فأَعطاه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عُرْجُونًا ــ أَو: عودًا ــ فعاد في يده سيفًا يومئذ شديد المتن، أَبيض الحديدة، فقاتل به حتى فتح الله عز وجل على رسوله صَلَّى الله عليه وسلم، ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى قُتِلَ في الردّة وهو عنده، وكان ذلك السيف يسمى العَوْن، وشهد أُحُدًا، والخندق، والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وبعثه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى الغَمْر سريّـة في أربعين رجلًا، فانصرفوا ولم يلقوا كيدًا.
وروى عنه من الصّحابة أبو هريرة، وابن عبّاس، وروى ابن مسعود أَنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ بِالمَوْسِمِ، فَرَاثَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي، ثُمَّ رَأَيْتُهُمْ فَأَعْجَبَتَنِي كَثْرَتُهُمُ قَدْ مَلَئُوا السَّهْلَ وَالْجَبَلَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَرَضِيتَ! قُلْتُ: نَعْم يَا ربِّ‏. قَالَ: فَإِنَّ لَكَ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُون، وَلَا يَكْتَوُون، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلِونَ"، فقال عكاشة بن محصن: يا رسول الله، ادْعُ الله أَنْ يجعلني منهم: فقال: "أَنْتَ مِنْهُمْ" أخرجه أحمد في المسند 1/454، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2646، والبخاري في الأدب المفرد 911، وذكره ابن كثير في التفسير 2/79، 80، 8/14، والهيثمي في الزوائد 9/307.، ودعا له، فقام رجل آخر، فقال: يا رسول الله، ادْعُ الله أَنْ يجعلني منهم، فقال: "سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ"(*) وقال أبو عمر: قال بعضُ أهل العلم: إن ذلك الرّجل الأخير كان منافقًا، فأجابه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم بمعاريض من القول، وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لا يكاد يمنع شيئًا يُسْأَله إذا قدر عليه.
وروى عيسى بن عُمَيْلة الفَزاري، عن أبيه قال: خرج خالد بن الوليد على النّاس يعترضهم في الرّدّة، فكلّما سمع أذانًا للوقت كفّ وإذا لم يسمع أذانًا أغار، فلمّا دنا خالد من طليحة وأصحابه بعث عُكّاشةَ بن محصن، وثابتَ بن أقرم طليعةً أمامه يَأتيانه بالخبر، وكانا فارسين، عكّاشة على فرس له يقال له: الرّزام وثابت على فرس له يقال له: المحبّر، فلقيا طليحة وأخاه سَلَمَة بن خويلد طليعةً لمن وراءهما من النّاس، فانفرد طليحةُ بعكّاشة وسلمة بثابت، فلم يَلْبَثْ سلمة أن قَتَلَ ثابت بن أقرم، فصرخ طليحة لسلمة أعنّي على الرجل فإنّه قاتلي، فكَرّ سلمةُ على عُكّاشة فقتلاه جميعًا، ثمّ كرّا راجعين إلى من وراءهما من النّاس فأخبراهم، فسُرّ عُيَيْنَةُ بن حِصْن، وكان مع طليحة، وكان قد خلّفه على عسكره، وقال: هذا الظّفَرُ، وأقبل خالد بن الوليد ومعه المسلمون فلم يَرُعْهم إلا ثابت بن أقرم قتيلًا تَطؤه المَطيّ، فعظُمَ ذلك على المسلمين، ثمّ لم يسيروا إلا يسيرًا حتّى وطئوا عكّاشة قتيلًا، فثقل القومُ على المطيّ كما وصف واصفهم: حتّى ما تكاد المطيّ ترفع أخفافها، وقال أبو واقد اللّيثيّ: كنا نحن المقدّمة، مائتي فارس وعلينا زيد بن الخطّاب، وكان ثابت بن أقرم وعُكّاشة بن محصن أمامنا، فلمّا مرَرْنا بهما سيءَ بنا، وخالد والمسلمون وراءنا بعدُ، فوقفنا عليهما حتّى طلع خالد يسيرًا فأمَرَنَا فحَفَرْنا لهما، ودفنّاهما بدمائهما وثيابهما، ولقد وجدنا بعكّاشة جراحاتٍ مُنْكَرة.
وقال سليمان التيمي: إِنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعث سرية إِلى بني أَسد، فقتله طليحة بن خويلد، وقتل ثابتَ بن أَقرم، فخطأه ابن الأثير وقال: وإِنما قاله لقرب الحادثة من عهد الرسول صَلَّى الله عليه وسلم.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال