1 من 2
عَبْدُ الْلَّهِ بْنُ ثَوَبٍ
(ب د ع) عَبْدُ اللّهِ بنُ ثَوَب، أَبو مسلم الْخَوْلاني. غلبت عليه كنيته. قال شرحبيل ابن مسلم: أَتى أَبو مسلم إِلى المدينة، وقد قبض النبي صَلَّى الله عليه وسلم، واستخلف أَبو بكر رضي الله عنه، وكان فاضلًا عابدًا ناسكًا، له فضائل كثيرة، وهو من كبار التابعين.
قال أَبو نعيم: كان مولده يوم حنين. قال: وهو الصحيح. وقيل: إِنه أَسلم في عهد النبي صَلَّى الله عليه وسلم ولم يره. وهو الصحيح.
روى عنه محمد بن زياد الأَلهاني، وأَبو إِدريس الخولاني، وشرحبيل بن مسلم، ومكحول، ونزل بدَارَيّا، من أَرض دمشق. وروى عن عمر، وأَبي عبيدة، ومعاذ.
وكان أَبو مسلم إِذا دخل أَرض الروم غازيًا لا يزال في المقدمة، فإِذا أُذن لهم كان في الساقة، وكان الولاة يَتَيَمَّنُون بأَبي مسلم، فَيُمِرُّونه على المقدمات. وشهد صفين مع معاوية، وكان يرتجز ويقول:[الرجز]
مَا عِلَّتِــي مَا عَلِّتِــي
*
وَقَـدْ لَبِسْتُ دِرْعَتِــي
*أَمُوتُ عِنْدَ طَاعَتِي*
وتوفي أَبو مسلم بأَرض الروم غازيًا، أَيام معاوية، وقيل: إِن الذي وُلِدَ يوم حُنَين هو أَبو إِدريس الخولاني، وأَما أَبو مسلم فكان في عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رجلًا. ويرد في الكنى أَتم من هذا. إِن شاءَ الله تبارك وتعالى.
(< جـ3/ص 192>)
2 من 2
أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ
(ب) أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيّ العابد.
أَدرك الجاهلية، وأَسلم قبل وفاة النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ولم يَرَه، وقدم المدينة حين قبض النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم واستخلف أَبو بكر، وهو معدود في كبار التابعين، يعد في أَهل الشام، واسمه: عبد اللَّه بن ثوب، وقد ذكرناه في اسمه. وقيل: عبد اللَّه بن عوف. والأَوّل أَكثر.
كان فاضلًا ناسكًا عابدًا ذا كرامات وفضائل. روى عنه أَبو إِدريس الخولاني وغيره من تابعي أَهل الشام.
روى إِسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم الخَوْلاني، أَن الأَسود بن قيس بن ذي الخمار تنبأَ باليمن، فبعث إِلى أَبي مسلم، فلما جاءَه قال: أَتشهد أَني رسول الله؟ قال: ما أَسمع. قال: أَتشهد أَن محمدًا رسول الله؟ قال: نعم. فَرَدَّد ذلك عليه، وفي كله يقول مثل قوله الأَوّل، قال: فأَمر به فأَلقي في نار عظيمة، فلم تَضِره، فقيل له: انفه عنك وإِلا أَفسد عليك من اتبعك. قال: فأَمره بالرحيل، فأَتى المدينة وقد قُبِض النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم واستخلِفَ أَبو بكر. فأَناخ أَبو مسلم راحلته بباب المسجد، ودخل المسجد فقام يُصَلِّي إِلى سارية وبَصَرَ به عمر بن الخطاب، فقام إِليه فقال: ممن الرجل؟ قال: من أَهل اليمن. قال: ما فعل الرجل الذي أَحرقه الكذاب بالنار؟ قال: ذاك عبد اللَّه بن ثُوَب. قال أَنشُدُك الله أَنت هو؟ قال: اللهم نعم. فاعتنقه عمر وبكى، ثم ذهب به حتى أَجلسه فيما بينه وبين أَبي بكر، وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أَراني في أَمّة محمد من فُعِلَ به ما فُعِلَ بإِبراهيم خليل الله صَلَّى الله عليه وسلم.
قال إِسماعيل بن عياش: وأَنا أَدركت رجلًا من الأَمداد الذين يَمُدُّون من اليمن من خَولان، يقولون للأَمداد من عَنْس: صاحبكم الكذاب حرق صاحبنا بالنار فلم تضره.
قال أَبو عمر: أَما صدر هذا الخبر فمعروف مثله لحبيب بن زيد بن عاصم الأَنصاري، أَخي عبد اللَّه بن زيد مع مُسَيلمة، فقتله مسيلمة وقطعه عضوًا عضوًا، ويروى مثل آخره لرجل مذكور في الصحابة من خَوْلان، اسمه ذؤَيب بن وهب، أَحرقه العَنْسِي الكذاب باليمن. وإِسماعيل بن عياش ليس بحجة في غير الشاميين، وفي حديثه عن الشاميين لا بأَس به.
أَخرجه أَبو عمر.
(< جـ6/ص 282>)