تسجيل الدخول


دعد بنت عامر

زينب، وقيل: دَعْد بنتُ عامر، وقيل: بنت عبد بن عُويمر، وقيل: بنت عبيد بن دهْمان، وقيل: بنت عامر بن عَميرة، من بني غَنْم بن مالك بن كنانة.
تكنى: أم رُومان، وقال الواقديّ: كانت أم رومان الكنانية تحت عبد الله بن الحارث بن سخبَرة الأزديّ، وكان قدم بها مكّة، فحالف أبا بكر قبل الإسلام، وتُوفِّي عن أُم رومان، فولدت لعبد الله الطّفيل، ثم خلف عليها أبو بكر، فالطّفيل أخو عائشة، وعبد الرّحمن لأمهما.
أسلمت أمّ رومان بمكّة قديمًا، وبايعت، وروت عائشة، أنها قالت: لما هاجر رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم خلفنا، وخلف بناته، فلما استقرَّ بعث زيد بن حارثة، وبعث معه أبا رافع مولاه، وأَعطاهما بَيْرَيْن، وخمسمائة درهم، أَخذها من أَبي بكر، يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظَّهْر، وبعث أَبو بكر معهما عبد الله بن أُريقط ببعيرين، أو ثلاثة، وكتب إلى عبد الله بن أَبي بكر، أَنْ يحمل أُمي أَم رُومان، وأَنا، وأختي أسماء امرأَة الزّبير، فخرجوا مصطحبين، فلما انتهوا إلى قُدَيْد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة درهم ثلاثة أَبعرة، ثم دخلوا مكّة جميعًا، فصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة، فخرجوا جميعًا، وخرج زيد، وأَبو رافع بفاطمة، وأُم كلثوم، وسَوْدة بنت زمعة، وحمل زيد أَم أَيمن، وأُسامة، حتى إذا كُنَّا بالبيداء نقر بَعيري، وأَنا في محفَّةٍ معي فيها أمي، فجعلت تقول‏: وابنتاه، واعَروسَاه حتى أَدرك بعيرنا، وقد هبط الثنية ثنية هَرْشَى، فسلم الله، ثم إنَّا قدمنا المدينة، فنزلْتُ مع آل أَبي بكر، ونزل آلُ النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، وكان رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم يبني مسجده، وأَبياتًا حول المسجد، فأنزل فيها أَهله، فمكثنا أيامًا، ثم قال أَبو بكر: يا رسول الله، ما يمنعك أَن تبتني بأهلك؟ قال: ‏"‏الصّدَاقُ‏"‏‏، فأعطاه أبو بكر اثنتي عشرة أُوقية، ونشّا، فبعث بها إلينا، وبَنَى بي رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم في بيتي هذا الذي أنا فيه، وهو الّذي تُوفي فيه، ودفن فيه صَلَّى الله عليه وسلم، وأدخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة أَحد تلك البيوت، فكان يكون عندها، وكان تزويج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إياي، وأَنَا أَلعب مع الجواري، فما دريت أَنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم تزوَّجني، حتى أَخبرتني أُمي، فحبستني في البيت، فوقع في نفسي أني تزوّجت، فما سألتها حتى كانت هي التي أَخبرتني‏(*). وكانت أمّ رومان امرأة صالحة.
قال أَبُو عُمَرَ: تُوُفّيَتْ أم رومان في حياة النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك في سنة ست من الهجرة، فنزل النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قبرها، واستغفر لها، وقال: "اللَّهُمَّ لَمْ يخْفَ عَلَيْكَ مَا لَقيَتْ أم رُومَانِ فِيكَ، وَفِي رَسُولِكَ"، قال أبو عمر: كانت وفاتها فيما زعموا في ذي الحجَّة سنة أربع، أو خمس عام الخندق. وقال ابن الأثير: سنة ست. وكذلك قال الواقديّ: في ذي الحجة سنة ست. وتعقب ابن الأثير من زعم، أنها ماتت سنة أربع، أو خمس، لأنه قد صح أنها كانت في الإفك حية، وكان الإفك في شعبان سنة ست. قال ابن حجر العسقلاني: لم يتفقوا على تاريخ الإفك، فلا معنى للتوهم بذلك، والخبر الذي ذَكره ابْنُ سَعْدٍ، وأخرجه البُخَارِيُّ في تاريخه، عن القاسم بن محمد؛ قال: لما دُليت أم رومان في قبرها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ سرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنَ الْحُوْرِ الْعيْنِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذِهِ". وقال البخاري بعد تخريجه: فيه نظر. قال أَبُو نُعَيْمٍ الأصْبَهَانِيُّ: قيل: إنها ماتت في عهد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم، وهو وَهْمٌ. وقال في موضع آخر: بقيت بعد النبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم دهرًا. وقال إبراهيم الحربي: سمع مسروق، عن أم رومان، وله خمس عشرة سنة. قال ابن حجر الغسقلاني: مقتضاه أن يكون سمع منها في خلافة عمر؛ لأن مولده سنة إحدى من الهجرة، وردّ ذلك الخَطِيبُ في "المَرَاسِيلِ". وقال ابن حجر العسقلاني: وأما دعوى مَنْ قال: إنها ماتت سنة أربع، أو خمس، أو ست، فيردُّها ما أخرجه الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عن علي بن زيد: أن عبد الرَّحمن بن أبي بكر خرج في فتية مِنْ قريش قبل الفتح إلى النبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وكذا قال محمد بن سعد: إن إسلامه كان في صلح الحُدَيبية، وكان أول الصَّلح في ذي القعدة سنة ست بلا خلاف، والفتح كان في رمضان سنة ثمان، وقد ثبت في الصَّحِيحَيْنِ، عن عبد الرَّحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصُّفَّة كانوا ناسًا فقراء فذكر الحديث في قصّة أضياف أبي بكر، قال عبد الرَّحمن: وإنما هو أنا، وأمي، وامرأتي، وخادم بيتنا، وفي بعض طرقه عند البخاري في كتاب "الأدب": فلما جاء أبو بكر، قالت له أمّي: احتبست عن أضيافك، وأم عبد الرَّحمن هي أمُّ رومان بلا خلاف، وإسلام عبد الرَّحمن كان بين الحديبية، والفتح كما نبهت عليه آنفًا؛ وهذه القصَّةُ كانت بعد إسلامه قطعًا، فلا يصح أن تكونَ ماتت في آخر سنة ست، إلا إن كان عبد الرَّحمن أسلم قبل ذلك، وأقربُ ما قيل في وفاتها من الوفاة النبوية، أنها كانت في ذي الحجَّة سنة ست، والحديبية كانت في ذي القعدة سنة ست، وقدوم عبد الرَّحمن بعد ذي الحجَّة سنة ست، فإن ادُّعي أنّ الرَّجوع من الحديبية، وقصَّة الجفنة المذكورة، وقدوم عبد الرَّحمن بن أبي بكر، ووفاة أم رومان كان الجميع في ذي الحجَّة سنة ست كان ذلك في غاية البُعد. قال ابن حجر: وقفت على قصَّة أخرى تدل على تأخُّر وفاة أم رومان عن سنة ست، بل عن سنة سبع، بل عن سنة ثمان، ففي مسند الإمام أحمد، عن عائشة، قالت: لما نزلت آية التخيير بدأ رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بعائشة، فقال: "يا عائشة: إِنِّي عَارِضٌ عَلَيْكِ أَمْرًا، فَلَا تَفْتَأتِي فيه بِشَيْءٍ حَتَّى تَعْرِضِيهِ عَلَى أَبَوَيْك: أَبِي بَكْرٍ، وَأُمِّ رُومَانَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُوَ؟ قال: قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا...} الآية إلى: {أَجْرًا عَظِيمًا} [سورة الأحزاب آية 28]، قالت: قلت: فإني أريد الله، ورسوله، والدَّارَ الآخرة، ولا أؤامر في ذلك أبا بكر، ولا أم رومان، فضحك"(*)أخرجه أحمد في المسند 6/ 212 وأورده ابن حجر في فتح الباري 7/ 438.. وسنَده جيد؛ وأصل القصَّة في الصَّحيحين، من طريق أخرى عن أم سلمة، والتخيير كان في سنة تسع، والحديثُ مصرّح بأن أم رومان كانت موجودة حينئذ.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال