تسجيل الدخول


أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية

اسمها، أُم سُلَيْم بنتُ مِلْحَان بن خَالد الأنصارية الخزرجية النجارية، روي عن عائشة، أن عمرو بن حزم طلق الرميَصاء، فنكحها رجل فطلقها قبل أن يمسها، فأتت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم تسأله أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال: "لاَ حَتَّى يَذُوقَ الْآخَرُ مِنْ عُسَيْلَتِهَا وَتَذُوقَ مِنْ عُسَيْلَتِهِ". وروي أنه لم يكن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يدخل بيتًا غير بيت أم سُلَيْم إلا على أزواجه، فقيل له: فقال: "إني أرحمها؛ قُتل أخوها وأبوها معي". كانت تحت مالك بن النضر أبي أنس بن مالك في الجاهليّة،‏ فولدت له أَنس بن مالك، فلما جاء الله بالإسلام أسلمت مع قومها، وعرضت الإسلام على زوجها، فغضب عليها، وخرج إلى الشّام، فهلك هناك، ثم خلف عليها بعده أَبو طلحة الأنصاريّ، خطبها مُشْرِكًا، فلما علمَ أَنه لا سبيل له إليها إِلا بالإسلام أَسلم، وتزوّجها، وحسن إسلامه، فولد له منها غلام كان قد أعجب به فمات صغيرًا، فأسف عليه، ويقال: إنه أَبو عمير صاحب النّغير، ثم ولدت له عبد الله بن أَبي طلحة فبورك فيه، وهو والد إسحاق بن عبد الله بن أَبي طلحة الفقيه وإخوته وكانوا عشرة، كلُّهم حُمل عنه العلم. أسلمت مع السَّابقين إلى الإسلام من الأنصار، وشهدت يوم حُنَينْ وهي حامل بعبد الله بن أَبِي طَلْحة، وشهدت قبل ذلك يوم أُحُد تسقي العَطْشَى، وتداوي الجرحى، وروي أنها رضي الله عنها كانت مع النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، يوم أحُدٍ ومعها خنجر. وروى أنس أنّ أمّ سليم اتّخذت خنجرًا يوم حُنين. قال أبو طلحة: يا رسول الله، هذه أمّ سليم معها خِنْجَر! فقالت: يا رسول الله، أتّخذه إنْ دَنَا مني أحد من المشركين بَقَرْتُ به بطنه، وقال عفّان: بعجت به بطنه، أَقتل الطُّلقاء، وأضرب أعناقهم انهزموا بك، قال فتبسّم رسول الله وقال: "يا أمّ سُلَيم، إنّ الله قد كفى وأحسن". روى إسحاق بن عبد الله، عن جدّته أمّ سُليم أنّها آمنت برسول الله، قالت فجاء أبو أنَس، وكان غائبًا فقال: أَصَبَوْتِ؟ قالت: ما صبوْتُ ولكني آمنت بهذا الرجل، قالت: فجعلت تلقّن أنسًا، وتشير إليه قل لا إله إلاّ الله، قل أشهد أنّ محمدًا رسول الله، قال: ففعل، قال: فيقول لها أبوه: لا تفسدي عليّ ابني، فتقول: إنّي لا أفسده! قال: فخرج مالك أبو أنس فلقيه عدوّ فقتله، فلمّا بلغها قتله قالت: لاَ جَرَم، لا أفطم أنسًا حتى يَدَع الثَّدْي حيًّا، ولا أتزوج حتى يأمرني أنس، فيقول قد قضت الذي عليها، فترك الثدي، فَخَطَبَها أبو طلحة، وهو مُشرِك فأبت، فقالت له يومًا فيما تقول: أرأيت حَجَرًا تعبده لا يضرّك، ولا ينفعك أو خشبة تأتي بها النجّار، فينجرها لك هل يضرّك، هل ينفعك؟ قال: فوقع في قلبه الذي قالت، قال: فأتاها، فقال: لقد وقع في قلبي الذي قلتِ، وآمن، قالت: فإنّي أتزوّجك، ولا آخذ منك صَدَاقًا غيره. روى قَتَادَة، عن أنس بن مالك قال: كان النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، يزور أمّ سُليم أحيانًا فتدركه الصلاة فيصلّي على بساط لنا وهو حَصِير ينضحه بالماء. وروى حسين بن أبي سفيان، عن أَنَس بن مالك قال: زار رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أمّ سليم فصلّى في بيتها صلاة تطوّعًا، وقال: "يا أمّ سُليم، إذا صلَّيتِ المكتوبة فقولي: سبحان الله عشرًا، والحمد لله عشرًا، والله أكبر عشرًا، ثمّ سَلِي الله ما شئتِ، فإنّه يقال لك: نعم نعم نعم". وروى أنَس بن مالك أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، كان يزور أمّه أمّ سُليم فتتحفه بالشيء تصنعه له، قال أنس: وأخ لي أصغر مني يكنى أبا عُمَير، فزارنا النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ذات يوم فقال: "يا أمّ سليم، ما شأني أرى أبا عُمَير ابنك خاثر النفس؟" فقالت: يا نبيّ الله، ماتت صَعْوَةٌ له كان يلعب بها، قال: فجعل النبيّ يمسح برأسه ويقول: "يا أبا عُمَيْر، ما فعل النُّغَيْر؟". وعن أنس قال: ثَقُل ابنٌ لأمّ سليم من أبي طلحة فخرج أبو طلحة إلى المسجد، فتوفّي الغلام، فهيّأت أمّ سليم أمره، وقالت: لا تخبروا أبا طلحة بموت ابنه، فرجع من المسجد وقد يسّرت له عشاءه كما كانت تفعل، فقال: ما فعل الغلام، أو الصبيّ؟ قالت: خير ما كان فقرّبت له عشاءه فتعشّى هو وأصحابه الذين معه، ثمّ قامت إلى ما تقوم له المرأة فأصاب من أهله، فلمّا كان من آخر الليل قالت: يا أبا طلحة ألم ترَ إلى آل فلان استعاروا عاريّة فتمتعوا بها فلمّا طُلبت إليهم شقّ عليهم؟ قال: ما أنصفوا، قالت: فإنّ ابنك فلانًا كان عاريّة من الله فقبضه إليه، قال: فاسترجع، وحمد الله، فلمّا أصبح غدا على رسول الله، فلمّا رآه قال: "بارك الله لكما في ليلتكما!" فحملت بعبد الله بن أبي طلحة، فولدت ليلًا فكرهت أن تحنّكه هي حتى يحنّكه رسول الله، فأرسلت به مع أنس، وأخذت تمرات عجوة فانتهيت به إلى رسول الله، وهو يَهْنَأُ أَبَاعِرَ له وَيَسِمُها فقلت: يا رسول الله، ولدت أمّ سليم الليلة فكرهت أن تحنّكه حتى تحنّكه أنت، قال: "معك شيء؟" قال: قلت تمرات عجوة، فأخذ بعضها فمضغه، ثمّ جمعه بِرِيقهِ فأوجره إيّاه فتلمّظ الصبيّ، فقال: "حبّ الأنصار التمر"، قال: فقلت: سمّه يا رسول الله، قال: "هو عبد الله"، قال عباية: فلقد رأيت لذلك الغلام سبعة بنين كلّهم قد ختم القرآن. وروى البراء بن زيد أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال في بيت أمّ سليم على نطع فعرق، فاستيقظ رسول الله وأمّ سليم تمسح العرق فقال: "يا أمّ سليم، ما تصنعين؟" قال: فقالت: آخذ هذا للبركة التي تخرج منك. وروى أنس بن مالك أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، دخل على أمّ سليم بيتها، وفي البيت قربة معلّقة فيها ماء فتناولها فشرب من فيها وهو قائم، فأخذتها أمّ سليم فقطعت فمها فأمسكته عندها. وروى أنس أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، لما أراد أن يحلق رأسه بمنى أخذ أبو طلحة شِقَّ شعره فحلق الحجّام فجاء به إلى أمّ سليم، فكانت أمّ سليم تجعله في سُكّها. وروي عن أنس أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، دخل على أمّ سليم فأتته بتمر وسمن فقال: "أعيدوا سمنكم في سقائكم، وتمركم في وعائكم فإنّي صائم"، ثمّ قام في ناحية البيت فصلّى صلاة غير مكتوبة، فدعا لأمّ سليم ولأهل بيتها، فقالت أمّ سليم: يا رسول الله، إنّ لي خُوَيْصَّةً، قال: "ما هي؟" قالت: خادمك أنس، فما ترك خير آخرة ولا دُنيا إلاّ دعا لي به، ثمّ قال: "اللهمّ ارزقه مالًا وولدًا وبارك له"، فإنّي لمن أكثر الأنصار مالًا. وروي عن أنس بن مالك، عن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "دخلت الجنّة فسمعت خَشْفَةً فقلت: ما هذا؟ فقيل: الرّمَيْصاء بنت مِلحان". روى عطاء، عن أمّ سليم الأنصارّية قال لها النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "ما لأمّ سليم لم تحجّ معنا العام؟" قالت: يا نبيّ الله، كان لزوجي نَاضِحَان فأمّا أحدهما فحج عليه، وأمّا الآخر فتركه يسقي عليه نخله، قال: "فإذا كان رمضان أو شهر الصوم فاعتمري فيه فإنّ عمرة فيه مثل حجّة، أو تقضي مكان حِجّة". روى عطاء، عن ابن عبّاس، أنّ أمّ سليم قالت: يا رسول الله، إنّ أبا طلحة وابنه حجّا على نَاضِحِهما وتركاني، فقال رسول الله: "عمرة في رمضان تجزيك من حجّة معي". روت أُم سليم عن النّبي صَلَّى الله عليه وسلم أَحاديث، وروَى عنها ابنها أنس، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وغيرهم، وعن أُم سليم أَنها قالت: لقد دَعَا لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى ما أُرِيد زيادة‏.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال