تسجيل الدخول


عبد الله بن شريح ابن أم مكتوم

((عمرو بن أم مكتوم القرشي: ويقال اسمه عبد الله. وعَمْرو أكثر، وهو ابن قيس بن زائدة بن الأصم. ومنهم مَنْ قال عمرو بن زائدة، لم يَذْكر قَيْسًا، ومنهم مَنْ قال قيس بدل زائدة. وقال ابْنُ حِبَّانَ: مَن قال ابْنُ زَائِدَةَ نسبه لجده، ويقال: كان اسمه الحصين فسمَّاه النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم عَبْدَ الله، حكاه ابن حبان.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((إن أكثر أهل الحديث يقول اسم ابن أم مكتوم عمرو ابن أم مكتوم، وقال مصعب الزّبيريّ‏ّّّّّّّّّ‏: أبوه قيس بن زائدة بن الأصمّ، ولم يقل في اسمه عبد الله ولا عمرو. وقال الزّبيريّ: ‏هو عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصمّ وهو قول موسى بن عقبة‏. قال سلمة بن فضل، عن ابن إسحاق‏: هو عبد الله بن شريح بن قيس بن زائدة بن الأصّم بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤيّ‏.‏ وهكذا قال علي بن المديني والحسين بن واقد ابن أم مكتوم عبد الله بن شريح.‏ وقال قتادة‏: ‏هو عبد الله بن زائدة وأظنه نسبه إلى جدّه‏. وقال محمد بن سعد كاتب الواقديّ: أما أهل المدينة فيقولون اسمه عبد الله، وأهل العراق يقولون اسمه عمرو وقال:‏ ثم أجمعوا على أنه ابن قيس بن زائدة بن الأصم. قال أبو عمر رحمه الله‏: لم يجمعوا لما ذكرنا عن ابن إسحاق وعلي بن المديني ـ وحسين بن واقديّ)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قيل عمرو بن قيس بن شرحبيل)) ((قال الثعلبي في تفسيره: اسْمُه عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة بن قَيْس بن زائدة، واسْمُ الأصم جُنْدب بن هِدْم بن رَواحة بن حمير بن مَعيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((عَبْدُ العَزِيزِ بنِ الأَصَمّ)) أسد الغابة. ((شُريح بن مالك: بن رَبيعة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((عَبْدُ اللّهِ بنُ شُرَيْح وقيل: عَمْرو ـــ وهو ابن أُمِّ مَكْتُوم، من بني عَبْد غنم بن عامر بن لُؤَيّ. نسبه أَبو موسى عن ابن شاهين هكذا)) أسد الغابة. ((عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصمّ، والأصمّ هو جُندب بن هرم بن رَواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لُؤيّ القرشيّ العامريّ.‏ ‏هو ابن أم مكتوم المؤذّن)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أَخرجه ابن منده وأَبو نعيم.)) أسد الغابة.
((اسم أمه أم مكتوم عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة، بمهملة ونون ساكنة وبعد الكاف مثلثة، بن عائذ بن مخزوم؛ وهو ابنُ خالِ خديجة أم المؤمنين؛ فإنّ أم خديجة أخت قيس بن زائدة؛ واسمها فاطمة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أمّه عاتكة وهي أمّ مكتوم بنت عبد الله بن عَنْكَثَةَ بن عامر بن مخزوم بن يقظة.))
((كان ضرير البَصَر))
((أسلم ابن أمّ مكتوم بمكّة قديمًا)) الطبقات الكبير.
((كان من المهاجرين الأولين؛ قدم المدينة قبل أنْ يُهاجِرَ النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم. وقيل: بل بعده، بعد وَقْعَةِ بدر بيسير؛ قاله الوَاقِدِيُّ. والأول أصحّ)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال أبو عبد الله محمد بن سعد: وقد رُوِيَ لنا أنّ ابن أمّ مكتوم هاجر إلى المدينة قبل أن يقدم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، المدينةَ وقبل بدر. قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: كان أوّل من قدم علينا من المهاجرين مُصْعب بن عُمير أخو بني عبد الدار بن قُصيّ فقلنا له ما فعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ فقال: هو مكانه وأصحابه على أثَري. ثمّ أتانا عمرو بن أمّ مكتوم الأعمى فقالوا له: ما فعل من وراءك رسول الله وأصحابه؟ فقال هم أوْلاءِ على أثَري. قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا شُعْبة قال: أنبأنا أبو إسحاق قال: سمعتُ البراء يقول: أوّل من قدم علينا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مُصْعَب بن عمير وابن أمّ مكتوم فجعلا يُقْرِئانِ الناسَ القُرْآن.)) ((قدم المدينة مهاجرًا بعد بدرٍ بيسيرٍ فنزل دار القُّرّاء وهي دار مَخْرَمة بن نوفل))
((قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا يزيد بن زُريع قال: حدّثنا سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أنّ عبد الله ابن أمّ مكتوم يوم القادسيّة كانت معه راية له سَوْداء وعليه دِرْعٌ له. قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو هلال الراسبيّ عن قتادة عن أنس بن مالك أنّ ابن أمّ مكتوم خرج يوم القادسيّة عليه دِرْع ٌسابغة. قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس أنّ عبد الله بن زائدة، وهو ابن أمّ مكتوم، كان يقاتل يومَ القادسيّة وعليه دِرع له حَصينة سابغة. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا معمر عن قَتادة عن أنس أنّ ابن أمّ مكتوم شهد القادسيّة ومعه الراية.))
((قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سَلَمة قال: حدّثنا أبو ظلال قال: كنتُ عند أنس بن مالك فقال: متى ذهبَتْ عَيْنُك؟ قال: ذهَبتْ وأنا صغير فقال أنس: إنّ جبرائيل أتَى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وعنده ابن أمّ مكتوم فقال: متى ذهب بَصَرُك؟ قال: وأنا غلام، فقال: قال الله تبارك وتعالى: "إذا ما أخذتُ كريمة عبدي لم أجِدْ له بها جزاءً إلاّ الجنّة"(*).
قال: أخبرنا أنس بن عياض اللّيثي عن هشام بن عُروة عن أبيه عن ابن أمّ مكتوم أنّه كان مؤذّنًا لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو أعمى. قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن هشام بن عُرْوة عن أبيه عن عائشة أن ابن أمّ مكتوم كان مؤذّنًا لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو أعمى. قال: أخبرنا يزيد بن هارون عن الحجّاج قال: حدّثني شيخ من أهل المدينة عن بعض مُؤَذِّني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: كان بلال يؤذّن، ويُقيم ابن أمّ مكتوم، وربّما أذّن ابن أمّ مكتوم وأقام بلال. قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدّثنا مالك بن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال:"إن بلالًا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى يُنادِي ابن أمّ مكتوم"(*). قال وكان ابن أمّ مكتوم رجلًا أعمى لا ينادي حتى يقال له أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ. قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا ابن عُيينة عن الزّهريّ عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:"إنّ بلالًا يؤذّن بليلٍ فكلوا واشربوا حتى يؤذّن ابن أمّ مكتوم"(*). قال: أخبرنا مَعْن بن عيسى قال: حدّثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "إنّ بلالًا ينادي بليلٍ فكلوا واشربوا حتى يُناديَ ابنُ أمّ مكتوم"(*). قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد الدراوَرْديّ عن موسى بن عُبيدة أبي عبد العزيز الرّبَذيّ عن نافع عن ابن عمر قال: كان يؤذّن لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بلال بن رَباح وابن أمّ مكتوم، قال فكان بلال يؤذّن بليل ويُوقِظَُ الناسَ، وكان ابن أم مكتوم يتوخَّى الفَجرَ فلا يُخْطِئُه، فكان بلال يقول: كلوا واشربوا حتى يؤذّن ابنُ أمّ مكتوم. قال: أخبرنا يحيَى بن عبّاد قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الله قال: حدّثنا عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ قال: جاء ابن أمّ مكتوم إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله إنّ منزلي شاسع، وأنا مكفوف البصر وأنا أسمع الأذان، قال "فإن سمعتَ الأذانَ فأجِبْ ولو زَحْفًا" أو قال: "ولو حَبْوًا"(*). قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن زياد بن فيّاض عن إبراهيم قال: أتَى عمرو ابن أمّ مكتوم رسول الله فشكا قائده وقال: إنّ بيني وبين المسجد شَجَرًا فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "تسمع الإقامةَ؟" قال: نعم. فلم يُرَخّصْ له(*). قال: أخبرنا يحيَى بن عبّاد قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الله قال: حدّثنا عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ قال: أمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بقتل كلاب المدينة فأتاه ابن أمّ مكتوم فقال: يا رسول الله إنّ منزلي شاسع وأنا مكفوف البصر ولي كلب. قال فرخّص له أيّامًا ثمّ أمره بِقَتْلِ كلبه(*). قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدّثنا هشام بن عُرْوة عن أبيه قال: كان النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، جالسًا مع رجال من قريش فيهم عُتْبة بن ربيعة وناس من وجوه قريش وهو يقول لهم: "أليس حسنًا أن جئتُ بكذا وكذا؟" قال فيقولون: بلى والدماء. قال فجاء ابن أمّ مكتوم وهو مشتغل بهم فسأله عن شيء فأعرض عنه، فأنزل الله تعإلى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى} [سورة عبس: 1ـ2] يعني ابن أمّ مكتوم: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى} [سورة عبس: 5] يعني عُتْبة وأصحابه، {فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى} [سورة عبس 6، 7، 8، 9، 10]، يعني ابن أمّ مكتوم(*). قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا جُويبر عن الضحّاك في قوله {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى}، قال: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تصدّى لِرجل من قريش يدعوه إلى الإسلام فأقبل عبد الله ابن أمّ مكتوم الأعمى فجعل يسأل رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يُعْرِضُ عنه ويَعْبِسُ في وجهه ويُقْبِلُ على الآخر، وكلّما سأله عبس في وجهه وأعرض عنه فعيّر الله رسولَه فقال: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَآءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}، إلى قوله: {فَـأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى}(*). فلما نزلت هذه الآية دعاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأكرمه واستخلفه على المدينة مرّتين.)) ((قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا أسامة بن زيد الليثي عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود عن محمد بن عبد الرحمن بن ثَوْبان عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إنّ ابن أمّ مكتوم ينادي بليلٍ فكُلوا واشربوا حتى ينادي بلال"(*). قال: أخبرنا قَبيصة بن عقبة قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عبد الله بن مَعْقِل قال: نزل ابن أمّ مكتوم على يهوديّة بالمدينة عمّة رجلٍ من الأنصار فكانت تُرْفِقُه وتؤذيه في الله ورسوله فتناولها فضربها فقتلها فرُفعَ إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: أما والله يا رسول الله إن كانت لَتُرْفِقُني ولكنّها آذَتْني في الله ورسوله فضربتُها فقتلتها فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أبعدها الله تعالى فقد أبْطَلَتْ دَمَها"(*). قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن زياد بن فيّاض عن أبي عبد الرحمن قال: لما نزلت: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة النساء: 95]، فقال ابن أمّ مكتوم يا ربّ ابْتَلَيْتَني فكيف أصنع؟ فنزلَتْ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}. قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سَلَمة قال: أخبرنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نزلَت: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، فقال عبد الله ابن أمّ مكتوم: أيْ رَبّ أنْزِلْ عُذْري أنْزِلْ عُذْري. فأنزل الله: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}، فجُعِلَتْ بينهما. وكان بعد ذلك يغزو فيقول: ادفعوا إليّ اللواءَ فإنّي أعمى لا أستطيع أن أفِرّ وأقيموني بين الصفّين. قال: أخبرنا عفّان بن مسلم ووهب بن جرير قالا: حدّثنا شُعْبة، قال عفّان قال شعبة أبو إسحاق أنبأني قال: سمعتُ البراء، وقال وهب عن أبي إسحاق عن البراء قال: لما نزلت هذه الآية: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، دعا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، زيدًا وأمره فجاء بكَتِفٍ وكتبها، فجاء ابن أمّ مكتوم فشكا ضَرارتَه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فنزلت: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}(*). قال: أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال: أخبرنا شُعْبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن رجلٍ عن زيد بن ثابت قال: لما نزلت هذه الآية: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، دعا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بالكَتِف ودعاني وقال: "اكتُبْ" وجاء ابن أمّ مكتوم فذكر ما به من الضّرَرِ، فنزلتْ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}(*). قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد عن أبيه عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت قال: كنتُ إلى جنب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فَغَشِيته السّكينَةُ فوقَعَتْ فَخِذُه على فخذي فما وجدتُ شيئًا أثقل من فخذ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثمّ سُرِّيَ عنه فقال لي: "اكتُبْ يا زيد فكتبتُ في كَتِفٍ: لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". فقام عمرو ابن أمّ مكتوم، وكان أعمى، لما سمعَ فضيلةَ المجاهدين فقال: يا رسول الله، فكيف بمَن لا يستطيع الجهاد؟ فما انقضى كلامُه حتى غشيَتْ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، السكينةُ فوقعتْ فخذه على فخذي فوجدت من ثِقَلِها ما وجدتُ المَرّة الأولى ثمّ سُرِّيَ عنه فقال: "اقْرَأ يا زيد" فقَرَأتُ: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، فقال: "اكتُبْ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} قال زيد: أنزلها الله وَحْدَها فكأنّي أنظر إلى مُلْحَقِها عند صَدْع الكَتِفِ(*). قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزّهْريّ عن أبيه عن صالح بن كيسان قال: قال ابن شهاب: حدّثني سهل بن سعد الساعديّ أنّه قال: رأيتُ مروان بن الحكم جالسًا في المسجد فأقبلتُ حتى جلستُ إلى جنبه فأخبرنا أنّ زيد بن ثابت أخبره أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أمْلى عليه: "لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" قال فجاءه ابن أمّ مكتوم وهو يُمليها فقال يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدتُ وكان رجلًا أعمى، قال فأنزل الله تعالى على رسوله صَلَّى الله عليه وسلم، وفخذه على فخذي فثَقُلَتْ عليّ حتى هممتُ تُرَضّ فخذي، ثمّ سُرِّيَ عنه فأنزل الله تعالى عليه: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}(*). قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا بِشْر بن المفضّل قال: حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهريّ عن سهل بن سعد عن مروان بن الحكم عن زيد بن ثابت عن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، مثله.)) الطبقات الكبير.
((في "السُّنَنِ" مِنْ طريق عاصم بن أبي رزين، عن ابن أم مكتوم، قال: قلْتُ: يا رسول الله، رجل ضرير... الحديث في تأكيد الصلاة في الجماعة. والله أعلم.)) ((رَوَى عن النبي صَلَََّى الله عليه وسلم، وحديثُه في كتب السنن. روى عنه عبد الله بن شداد بن الهاد، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو رزِين الأسدي، وآخرون.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روى أَبو البَخْتري الطائي عن ابن أُم مكتوم قال: خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعد ما ارتفعت الشمس وناس عند الحجرات، فقال: "يَا أَهْلَ الْحُجُرَاتِ، سُعِّرَتِ الْنَّارُ، وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ الْلَّيْلِ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيْلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيْرًا"(*) أخرجه العقيلي في الضعفاء 3 / 121، وأبو نعيم، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31023، 31446..))
((استخلفه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على المدينة ثلاثة عشرة مرّة في غزواته، منها غزوة الأَبواء، وبُوَاط، وذُو العُشَيرة، وخروجه إِلى جهينة في طلب كرز بن جابر، وفي غزوة السويق، وغطفان، وأُحد، وحمراء الأَسد، ونَجران، وذات الرّقاع. واستخلفه حين سار إِلى بدر، ثمّ ردَّ إِليها أَبا لبابة واستخلفه عليها، واستخلف رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عمرًا أَيضًا في مسيره إِلى حجّة الوداع.)) أسد الغابة. ((دعاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأكرمه واستخلفه على المدينة مرّتين. قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن جابر قال: سألتُ عامرًا أيَؤمّ الأعمى القومَ؟ فقال: استخلف رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عمرو بن أمّ مكتوم(*). قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن نوح الحارثيّ عن أبي عُفير، يعني محمد بن سهل بن أبي حَثْمَةَ، قال: استخلف رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على المدينة ابنَ أمّ مكتوم حين خرج في غزوة قَرْقَرَة الكُدر إلى بني سُليم وغَطَفان. وكان يُجَمّعُ بهم ويخطب إلى جنب المنبر، يجعل المنبر عن يساره، واستخلفه أيضًا حين خرج في غزوة بني سُليم ببُحْران ناحية الفُرْع واستخلفه حين خرج إلى غزوة أحُد وحين خرج إلى حَمْراء الأَسَد وإلى بني النضير وإلى الخندق وإلى بني قُريظة وفي غزوة بني لحْيان وغزوة الغابة وفي غزوة ذي قَرَد وفي عُمْرة الحُديبية(*))) ((كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يستخلفه على المدينة يصلّي بالنّاس في عامّة غزوات رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن سالم عن الشّعْبيّ قال: غزا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثلاث عشرة غزوة ما منها غزوة إلاّ يستخلف ابنَ أمّ مكتوم على المدينة، وكان يصلّي بهم وهو أعمى(*). قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح ومحمد بن عبد الله الأسديّ ويحيَى بن عبّاد قالوا: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق عن الشعبيّ قال: استخلف رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عمرو بن أمّ مكتوم يؤمّ النّاسَ، وكان ضرير البصر(*). قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسديّ قال: حدّثنا سفيان عن إسماعيل وجابر عن الشعبيّ أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، استخلف ابن أمّ مكتوم في غزوة تبُوك يؤمّ الناس(*))) الطبقات الكبير.
((قال الزُّبَيْرُ بْنُ بِكَّارٍ: خرج إلى القادسية، فشهد القتال؛ واستشهد هناك؛ وكان معه اللواء حينئذ. وقيل: بل رجع إلى المدينة بعد القادسية فمات بها، ذَكره البغوي. وقال الوَاقِدِيُّ: بل شهدها، ورجع إلى المدينة فمات بها، ولم يسمع له بذِكْرٍ بعد عمر بن الخطاب.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال