تسجيل الدخول


عبد الله بن يزيد الأنصاري

عبد الله بن يزيد بن زيد، وقيل: عبد الله بن يزيد بن يزيد الخطمي الأنصاريّ الأوسيّ‏: أمه ليلى بنت مروان بن قيس. صحب أَبوه النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، وشهد أُحدًا وما بعدها، وهَلَك قبل فتح مكة. ذَكَرَهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي عَلِيّ، وعلي بن سعيد العسكري، وكان يؤُمَّ الناس لما ولي إمرَة البصرة لعبد الله بن الزبير، فكان أناس يرفعون رؤوسهم قَبْلَه، فقال: أيها الناس، إنكم تأتمون، ولو استقمتم لصلَيْتُ لكم صلاةَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا أخرم منها شيئًا. قال الَّدَارقطْنِيُّ: له ولأبيه صحبة. وكان عبد الله بن يزيد ــ صاحبَ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم ــ من أكثر الناس صلاةً، وكان لا يصومُ إلا يوم عاشوراء. ولي إمّرَة مكة من عبد الله بن الزبير يسيرًا، واستمر مُقِيمًا بها. كان من أَفاضل الصحابة. قال موسى بن عبد الله بن يزيد: كان عبد الله بن يزيد إذا أتاه أصحابه، صعد بهم في عُلِّيَّة له، لا يَأْمَنُ على حَدِيْثِه أهلَه. قال الآجُريّ: قلت لأبي داود: عبد الله بن يزيد له صحبة؟ قال: يقولون له رؤية، سمعت ابن معين يقول ذلك. وقال أبُو حَاتِمٍ: رَوَى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم وكان صغيرًا على عَهْده، فإن صحّتْ روايتُه فذاك. قال البغوي: سكن الكوفة وابْتَنى بها دارًا.
شهد بَيْعَة الرضوان، وهو صغير، وشهد الحديبية، وهو مُدْرِكُ ابنُ سبع عشرة سنة، وشهد ما بعدها، وشهد مع عليّ صِفَّين والجمل والنّهْروان. ‏قال أبو طُوَالة، وغيره: لما برك الفيل علي أبي عبيد يوم الجسر فقتله، هَرَب الناسُ، فسبقهم عبد الله بن يزيد الخَطْمِي، فقطَع الجسر، وقال: قَاتلوا عن أميركم، وكان عمر يتوقع خبر أصحاب الجسر، وكان قد رأى رؤيا كَرِهَها، فكان يكثر الخروج ويطلب الخبر، حتى قدم عليه عبد الله بن يزيد الخطمي، فجاء وعمر على المنبر، فلما تَفَوّه في المسجد داخِلًا، قال له عمر: يا عبد الله بن يزيد: مَهْ؟ فقال عبد الله: أتاك الخبر يا أمير المؤمنين، ثم أتاه فأخبره. قال محمد بن عمر: ولا نعلمه شهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مَشْهَدًا لحداثَتِه.
وَلَدَ عبدُ الله بن يزيد: موسى وبه كان يكنى، وأمَّ الحكم، والسرِيّةَ، وأُبَيّةَ، وأمُّهم أم بكر بنت حُذَيفة بن اليَمَان من بني عَبْس، حُلفاء بني عبد الأشْهَل من الأوس، وفاطمةَ، وأمَّ عدي، وأمّ أيوب، وحفصةَ، وَسُلَيْمَةَ، وأمهم أم هارون بنت مسعود بن قيس، ويقال: بل أمهم أيضًا أم بكر بنت حذيفة بن اليَمان. قال ثابت بن عبيد: رأيت على عبد الله بن زيد خاتمًا من ذهب وطيلسانًا مُدَبّجًا. قال الفضل بن دُكين، مُدَبّجَا: مدُحرج الديباج.
روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم؛ وحديثه عنه في الترمذي وغيره؛ وعن البَرَاء بن عازب؛ وحديثُه عنه في الصحيحين؛ وعن أبي أيوب، وأبي مسعود، وحذيفة، وقيس بن سَعْد، وزيد بن ثابت، وغيرهم، وروى عنه ابنه موسى، وسِبْطه عدي بن ثابت، والشعبي، وأبو إسحاق، وابن سيرين، وآخرون. قال الأثرم: قلت لأحمد: لعبد الله بن يزيد صحبة صحيحة؟ قال: أما صحيحةٌ فلا، ذاك شيء يَرْوِيه أبو بكر بن عياش، عن عبد الله بن يزيد، قال: سمعت رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ عَذَابَ هَذِهِ الأمَّة في دُنْيَاهَا"،(*)، وهذا الحديث أخرجه البغَوي وغيره. عن عبد اللّه بن يزيد الخَطْمِي الأَنصارِي، عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَنه كان يقول في دعائه: "الْلَّهُمَّ أَرْزُقْنِي حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يَنْفَعُنِي حُبُّهُ عِنْدَكَ، الْلَّهُمَّ مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهَ قُوْةً لِي فِيْمَا تُحِبُّ، وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغًا لِي فِيْمَا تُحِبُّ"(*) أخرجه الترمذي في السنن 5 / 488 كتاب الدعوات (49) باب (74) حديث رقم 3491 وأورده التبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 2491 والذهبي في ميزان الاعتدال حديث رقم 3334 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3632..
قالوا: وَوَلّىَ عَبْدُ الله بن الزبير عَبْدَ الله بن يزيد الخطمي الكوفة وكان الشعبي كاتبه، فخرج سليمان بن صُرْد والتوابون من قتل الحسين إلى النُّخَيلة، وعسكروا بها، فلم يمنعهم، وقال: أنا عونكم على قتلة الحسين، فجزوه خيرًا، وابتنى بالكوفة دارًا ومات بها في خلافة‏ عبد الله بن الزّبير.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال