تخريج الأحاديث


عن سَعيد ابن المُسَيِّب، قال: كان عُيَيْنَة بن حِصْن أحد رءوس غطفان مع الأحزاب الذين ساروا إلى رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، مع قريش إلى الخندق، فلما حُصِرَ رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، وأصحابهُ وخَلُص إليهم الكَرْبُ، أرسل رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، إلى عُيَيْنَة بن حصن والحارث بن عوف: "أرأيت إن جعلتُ لكم ثُلُث تمر المدينة أترجعان بمن معكما وتُخَذّلان بين الأَعراب؟" فرضيا بذلك وحضروا وحضر رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، وأحضروا الدواة والصحيفة، فهو يريد أن يكتب الصلح بينهم، فجاء أُسَيْد ين حُضَير وعُيَيْنَةُ مَادًّا رِجْلَيْه بين يدي رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، وعلم ما يريدون، فقال: يا عين الهِجْرِس اقبض رجليْك! أتمدهما بين يدى رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم،؟! والله لولا رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، لأَنْفَذْتُ حِضْنَيْك بالرّمح! ثم أقبل على رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: إن كَانَ أَمْرًا من السماء فَامْضِ له، وإن كان غير ذلك فوالله ما نعطيهم إلا السيف! متى طَمِعْتُم بهذا منا؟! والله إن كانوا ليأكلون العِلْهِز من الجَهد، فما يَطْمَعُون بهذا منا أن يأخذوا تَمرةً إلا بِشراء أو قِرًى، فحين أتانا الله بك، وأكرمنا بك نُعْطي الدَّنِيّة! لا نعطيهم أبدًا إلا السيف. وقال سعد بن معاذ وسعد بن عُبَادة مثل ذلك، فقال رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم: "شُقَّ الكتابَ". فَتَفَلَ فيه سعد ثم شقَّه. فقال عيينة: أَمَا والله الذي تركتم خير لكم من الخُطَّة التي أخذتم وما لكم بالقوم طاقة. فقال عَبّاد بن بِشْر: يا عيينة أبا لسيف تخوفنا؟ ستعلم أَيّنا أجزع! والله لولا مكان رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، ما وصلتم إلى قومكم. فرجع عُيَيْنة والحارث وهما يقولان: والله ما نرى أن نُدرك منهم شيئًا. فلما أتيا منزلهما جاءتهما غَطَفَان فقالوا: ما وراءكم؟ قالوا: لم يتم لنا الأمر، رأينا قومًا على بَصيرة وبذل أنفسهم دون صاحبهم.

قال محمد بن عمر: فلما انكشف الأحزاب انكشف عُيينة في قومه إلى بلاده، ثم أسلم قبل فتح مكة بيسير فذكر بعضهم أن رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، دخل مكة يوم الفتح وهو بين عُيَيْنة والأقرع.



هذا الحديث لم نجد له تخريجا في الكتب التسعة