تخريج الأحاديث


وربط نفسه إِلى سَارِية من المسجد بسلسلة، فكانت تَحُلُّه ابنته لحاجة الإِنسان وللصلاة، فتبقى كذلك بضع عَشَرَ ليلة، وقيل: سبعة أَيام، أَو ثمانية أَيام. وكان سبب ذلك أَن بني قرَيْظة لما حَصَرهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ــ وكانوا حلفاء الأَوس ــ فاستشاروه في أَن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأَشار إِليهم أَنه الذبح، قال: فما بَرحَتْ قدماي حتى عرفت أَني خُنتُ الله ورسوله، فجاءَ وربط نفسه. وقيل: إِنما ربط نفسه لأَنه تخلف في غزوة تبوك، فربط نفسه بسارية، فقال: والله لا أَحُلُّ نفسي ولا أَذوق طعامًا ولا شرابًا حتى يتوبَ الله عَلَيَّ، فمكث سبعة أَيام لا يذوق شيئًا حتى خَرَّ مغشيًا عليه، ثم تاب الله عز وجل عليه. فقيل له: قد تاب الله عليك. فقال: والله لا أَحل نفسي حتى يكون رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يحلَّني. فجاءَ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فحلّه بيده. وقال أَبو لبابة: يا رسول الله، إن من توبتي أَن أَهجر دار قومي التي أَصبت فيها الذنب، وأَن أَنخلع من مالي كله صدقةً إِلى الله تعالى وإِلى رسوله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: "يُجْزِئْكَ يَا أَبَا لُبَابَةَ الثُّلُثُ"



الكتابالراوي
مسند أحمد أبو لبابة بن عبد المنذر
مسند أحمد أبو لبابة بن عبد المنذر
موطأ مالك أبو لبابة بن عبد المنذر