تخريج الأحاديث
قال: حدّثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه، قال: كان الجُلاس بن سُوَيد ممَّن تخلَّفَ من المنافقين في غَزْوة تَبُوك، وكان يثبط النّاسَ عن الخروج، فقال: والله لئِنْ كان محمد صادقًا لنحن شرٌ من الحُمر. وكانت أُمُّ عمير بن سعد تحته، وكان عُمير يتيمًا في حِجْره لا مالَ له، فكان يكْفُله ويُحْسِنُ إليه، فسمعهُ عمير يقول هذه الكلمة، فقال عمير: يا جُلاس، والله لقد كُنْتَ أحبَّ الناس إليَّ، وأحسنهم عندي يدًا، وأعزَّهم عليّ أن يدخل عليه شيء يَكْرهه، ولقد قلت مقالةً لئن ذكرتُها لأفضحنَّك، ولئن كتمْتها لأهلكنَّ ولإحداهما أهونُ عليَّ من الأخرى.
فذكر للنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مقالةَ الجلاس، فبعث النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الجلّاس، فسأله عما قال عمير، فحلف بالله ما تكلّمَ به قطّ، وإن عميرًا لكاذب، وعمَير حاضر. فقام عمير من عند النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو يقول: "اللّهُمّ أَنْزِلْ عَلَى رَسُولِكَ بَيَانَ مَا تَكَلَّمتُ بِهِ"، فأنزل الله تَعَالى على رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ} [التوبة: 74] الآية. فتاب بعد ذلك الجُلاس، واعترف بذنْبه، وحسُنَتْ توبته.
هذا الحديث لم نجد له تخريجا في الكتب التسعة