تخريج الأحاديث


عن ابن شهاب في قصّة القضية عام الحديبية، قال‏:‏ ثم رجع رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى المدينة فجاءه أبو بصير ـــ رجل من قريش ـــ وهو مسلم، فأرسَلَت قريشٌ في طلبه رجلين، فقالا لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: العهْد الذي جعلْتَ لنا أن تردَّ إلينا كلَّ منْ جاءك مُسْلمًا. فدفعه النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم إلى الرّجلين؛ فخرجا حتى بلغَا به ذا الحُلَيْفَةَ، فنزلوا يأكلون من تمْر لهم، فقال أبو بَصِير لأحد الرّجلين: والله إني لأرى سفيك هذا جيِّدًا يا فلان؛ فاستلّه الآخر، وقال: أجل والله، إنه لجيد؛ لقد جربت به ثم جربت. فقال له أبو بَصِير: أرني أنظُرْ إليه، فأمكنه منه، فضربه به حتى برد، وفرَّ الآخر حتى أتى المدينة، فدخل المسجد يعْدُو، فقال له النْبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم حين رآه‏:‏ ‏"‏لَقَدْ رَأَى هَذا ذُعْرًا" أخرجه البخاري في الصحيح 3/257، وأبو داود في السنن كتاب الجهاد باب 167، وأحمد في المسند 4/331، والبيهقي في السنن 9/221، والبيهقي في الدلائل 4/107 وعبد الرزاق حديث 9720، وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/78.‏‏.‏ فلما انتهى إلى النّبي صَلَّى الله عليه وسلم قال‏:‏ قُتل والله صاحبي، وإني لمقتول، فجاء أبو بصير، فقال: يا رسول الله، قد والله وفْت ذمتك، وقد رددتني إليهم، فأنجاني الله منهم فقال النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏وَيَلُ أُمِّهِ مِسْعَرُ حَرْبٍ. لَوْ كَانَ مَعَهُ أحَدٌ" أخرجه البخاري في الصحيح 3/257، وأبو داود في السنن كتاب الجهاد باب 167، وأحمد في المسند 4/331، وعبد الرزاق حديث 9720، والبيهقي في السنن 9/221 ،222، 226، 228، والبيهقي في الدلائل 4/107، 673، وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 78.. فلما سمع ذلك علم أنه سيردّه إليهم، فخرج حتى أتى سيف البَحْر. قال: وانفلت منهم أبو جندل بن سهيل، فلحق بأبي بصير، وجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم، إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابةٌ. قال: فوالله ما يسمعون بعيرٍ خرجت لقريش إلا اعترضوا لهم، فقتلوهم، وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النّبي صَلَّى الله عليه وسلم تناشدُه الله والرّحم إلّا أرسل إليهم، فمن أتاك منهم فهو آمن.



الكتابالراوي
صحيح البخاري المشور بن مخرمة ومروان
سنن أبي داود المسور بن مخرمة
مسند أحمد المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم