تخريج الأحاديث
وكان إسلامُه يوم الفتح قبل دخولِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مكّة، لقيه هو وابنه جعفر بن أبي سفيان بالأَبْْوَاء فأسلما. وقيل. بل لقيه هو وعبد الله بن أبي أُميَة بين السُّقيا والعَرْج، فأعرض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عنهما، فقالت له أمّ سلمة: لا يكن ابن عمك وأخي ابن عمتك أشقَى النَّاس بك. وقال علي بن أبي طالب لأبي سفيان بن الحارث. إيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من قِبَل وجهه، فقل له ما قال إخْوَةُ يوسف ليوسف عليه السّلام: {تَاللَّهِ لَقَدْ ءَاثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ} [يوسف 91] فإنه لا يرضى أَنْ يكونَ أحدٌ أحسن قولًا منه. ففعل ذلك أبو سفيان. فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف 92]. وقَبِل منهما، وأسلما وأنشده أبو سفيان قولَه في إسلامه واعتذاره مما سلف منه: [الطويل]
لَعَمْرُكَ إِنِّي
يَوْمَ
أَحْمِلُ رَايَةً لِتَغْلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ
لَكَالمُظْلمِ
الحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُـهُ فَهَذَا أَوَانِي حِينَ أُهْدَي فَأَهْتَدِي
هَدَانِي هَادٍٍ غَيْرَ نَفْسِي وَدَلَّنِي عَلَى اللَّهِ مَنْ طَرّدْتَهُ كُلَّ مُطرَدِ
أَصدُّ وَأَنأَى جَاهِدًا عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُدْعَى وَإِنْ لَمْ أَنْتَسِبُ مِنْ مُحَمَّدٍ
قال ابن إسحاق: فذكروا أنه حين أنشد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قوله: "من طَرَّدته كلّ مطرَّد" ضرب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم صَدْرَه وقال: "أَنْتَ طرَّدْتَني كُلَّ مُطَرَّدٍ"!.
هذا الحديث لم نجد له تخريجا في الكتب التسعة