تخريج الأحاديث


عن يزيد بن أبي حبيب ـــ أنه سمعه يحَدثُ محمد بن يزيد بن أبي زياد الثّقفيّ، قال: اصطحب قيس بن خرشة وكعب الكتابيين حتى إذا بلغا صِفّين وقف كعب، ثم نظر ساعة، فقال: لا إله إلا الله، ليهرقنّ بهذه البقعة من دماء المسلمين شيء لم يُهْرَق ببقعةٍ من الأرض فغضب قيس، ثم قال: وما يُدْريك يا أبا إسحاق ما هذا؛ فإن هذا من العَيْب الذي استأثر الله به. فقال كعب‏: ما من شِبْر من الأرض إِلّا وهو مكتوبٌ في التّوراة التي أنزل الله على نبيه موسى بن عمران عليه السلام ـــ ما يكون عليه إلى يوم القيامة‏. فقال محمد بن يزيد: ومَنْ قيس بن خرشة؟ فقال له رجل: تقول‏: ومَنْ قيس بن خرشة! وما تعرفه، وهو رجلٌ من أهل بلادك؟ قال: والله ما أعرفه. قال: فإنَّ قيس بن خرشة قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على ما جاءك من الله، وعلى أن أقولَ بالحق. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يَا قَيْسُ، عَسَى إِنْ مَرَّ بِكَ الدَّهْرُ يَلِيكَ بَعْدِي وُلَاةٌ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُولَ لَهُمْ الْحَقَّ". قال قيس: لا والله، لا أبايعك على شيء إِلا وفيت به. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "‏إِذَا لَا يضُرُّكَ بِشَرّ".‏‏ قال: فكان قيس يعيب زيادًا وابنه عبيد الله بن زياد من بعده، فبلغ ذلك عبيد الله بن زياد، فأرسل إليه، فقال: أنْتَ الذي تَفْتَرِي على الله وعلى رسوله صَلَّى الله عليه وسلم! فقال: لا والله، ولكن إِن شئت أَخْبَرْتك بمَنْ يفتري على الله وعلى رَسوله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: ومَنْ هو؟ قال:‏ مَن ترك العمل بكتاب الله وسُنَّةِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: ومن ذلك! قال: أنت وأبوك، والذي أَمَرَكُمَا. قال: وأنْتَ الذي تزعم أنه لا يضرُّك بَشَر؟ قال: نعم. قال: لتعلمنَّ اليوم أنَّك كاذب، إِيتوني بصاحب العذاب، فمال قيس عند ذلك فمات ــ رَحْمَةُ الله تعالى عليه.



هذا الحديث لم نجد له تخريجا في الكتب التسعة