تخريج الأحاديث


حدّثني أبو المِنْهال سَيَّار بن سلامة قال: لما كان زمن ابن زياد أُخْرج ابن زياد فوثب ابن مروان بالشأم حيث وثب، ووثب ابن الزّبير بمكّة، ووثب الذين يُدْعَوْنَ بالقُرّاء بالبصرة، قال: اغتمّ أبي غمًّا شديدًا، وكان أبو الِمنْهَال يثني على أبيه خيرًا، قال قال لي: انْطلق معي إلى هذا الرجل من أصحاب رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، إلى أبي برزة الأسلمي، قال: فانطلقت معه إليه حتى دخلنا في داره فإذا هو قاعد في ظل كان له من قصب، قال: فجلسنا إليه في يوم حار شديد الحرّ قال: فأنشأ أبي يستطعِمه الحديث قال: فقال يا أبا بَرْزَة، ألا ترى، ألا ترى؟ قال: فكان أول شيء تكلم به قال: إني أَحْتَسِبُ عَبْدَ الله أَني أصبحت ساخطًا على أحياءِ قريش، إنكم معشر العرب كنتم على الحال التي قد علمتم في جاهليتكم من القلّة والذلة والضلالة، وإن الله قد نعشكم بالإسلام ومحمد، صَلَّى الله عليه وسلم، حتى بلغ بكم ما تَرونه وإن هذه الدنيا هي التي أفسدت بينكم.

إن الذي بالشام ـــ يعني ابن مروان ـــ والله إن يقاتِل إلا على الدنيا، وإن الذي بمكة والله إن يقاتِل إلا على الدنيا ــــ يعني ابنَ الزبير ــــ وإن الذين حولكم الذين تَدْعُونَهم قرّاءَكم والله إن يقاتلون إلا على الدنيا.

قال: فلما لم يَدع أحدًا، قال له أبِي: فما تأمُر؟ قال: لا أرى خير الناس اليوم إلا عصابة خِمَاصِ البطون من أموال الناس، خِفَاف الظهور من دمائهم. قال: قال أَبِي: حَدِّثنا كيف كانت صلاةُ رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، المكتوبة؟ قال: كان يصلي الظهر التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس قال: وكان يصلي العصر حين يرجع أحدنا إلى رَحْله في أقصى المدينة والشمس حَيَّة. قال: ونسيتُ ما قال في المغرب. قال: وكان يستحب أن يؤخر من صلاة العشاء التي تدعونها العَتَمة. قال: وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يَعرِفُ الرجلُ جليسَه، قال: وكان يقرأ بالستّين إلى المائة.



الكتابالراوي
صحيح البخاري أبو برزة الأسلمي
صحيح البخاري أبو برزة الأسلمي
صحيح البخاري أبو برزة الأسلمي