تخريج الأحاديث


حدَّثني أبي أمين حدَّثني أبي ذروة، عن أبي نضلة، عن رجل منهم يقال له الأعشى، واسمه عبد الله بن الأعور: كانت عنده امرأةٌ منهم يقال لها معاذة، فخرج يَمْتَارُ لأهله من هَجر، فهربت امرأتُه من بعده ونشزت عليه، فعاذت برجل منهم يقال له مطرف ابن نهصل، فأتاه فقال: يا ابن عم، عندك امرأتي، فادفعْها إليّ. فقال: ليست عندي، ولو كانت عندي ما دفعتها إليك، وكان مطرِّف أعز منه فخرج حتى أتى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فعاذ به، وأنشأ يقول:

يَا مَلِـكَ النـــــَّاسِ ودَيـَّانَ العـــــَرَبْ إِلَيْكَ أَشْكُـو ذِرْيَـــــةً مِنَ الــــذَّرَبْ

كالذئبةِ السَّغْبَاءِ فِي ظِلِّ السَّرَبْ خَرَجْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ

فنَـزَعَتْنِــي بِنِــــــــــــزَاعٍ وَحــــــَـرَبْ أَخْلَفَتِ العَهــــْدَ وَلَطَّـتْ بِالـــــذَّنَبِ

وَوَرَدَتْنِي بَيْنَ عَصْـــبٍ يُنْتَسَــــبْ وَهُنَّ شـــَرُّ غَالِـبٍ لِمـــَـنْ غَلـــــــَبْ

[الرجز]

فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "وهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبَ". فكتب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى مطرف بن نهصل: انظر امرأة هذا معاذة فادفعها إليه، فلما قرىء عليه الكتاب قال: يا معاذة، هذا كتابُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيك، فأنا دافعك إليه. فقالت: خُذْ لي عليه العهد والميثاق وذمة نبيِّه أن لا يُعاقبني فيما صنعت، فأخذ لها ذلك عليه ودفعها إليه، فقال ذلك:

لَعَمْرُكَ مَا حُبِّـي مُعَـاذَةَ بالَّـذِي يُغَيِّـرُهُ الـوَاشِي وَلاَ قِـدَمُ العَهْدِ



الكتابالراوي
مسند أحمد الأعشى المازني
مسند أحمد نضلة بن طريف