تخريج الأحاديث


عن زوجة أبي ذر، أن أبا ذر حضره الموت، وهو بــ "الربذة"، فبكت امرأته، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: أبكي أنه لا بد لي من تكفينك، وليس عندي ثوب يسع لك كفنًا، فقال: لا تبكي؛ فإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر يقول: "لَيَمُوتَنَّ رَجُلُ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرْضِ، تَشْهَدُهُ عِصَابَةُ مِنَ المُؤْمِنِينَ" أخرجه أحمد في المسند 56 / 155 ، والحاكم في المستدرك 3 / 345. وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2260. والبيهقي في دلائل النبوة 6 / 401 ، 402. وأبو نعيم في الحلية 1 / 170. وأورده المنذري في الترغيب 4 / 220. والهندي في كنز العمال حديث رقم 36893.، فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، ولم يبق غيري، وقد أصبحت بالفلاة أموت، فراقبي الطريق، فإنك سوف ترين ما أقول لك، وإني والله ما كذبت ولا كُذِّبْتُ، قالت: وأنى ذلك وقد انقطع الحاج! قال: راقبي الطريق؛ فبينما هي كذلك إذ هي بقوم تَخِبّ بهم رواحلهم كأنهم الرَّخَم، فأقبل القوم حتى وقفوا عليها، فقالوا: ما لك؟ فقالت: امرؤ من المسلمين تكفنونه وتؤجرون فيه، قالوا: ومن هو؟ قالت: أبو ذر، قال: ففدوه بآبائهم وأمهاتهم، ثم وضعوا سياطهم في نحورها، يبتدرونه، فقال: أبشروا؛ فأنتم النفر الذين قال فيكم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم... ثم قال: أصبحت اليوم حيث ترون، ولو أن ثوبًا من ثيابي يسعني لم أكفن إلا فيه، فأنشدكم بالله لا يكفنني رجل كان أميرًا أو عريفًا أو بريدًا، فكل القوم كان نال من ذلك شيئًا إلا فتى من الأنصار كان مع القوم، قال: أنا صاحبه؛ الثوبان فيَّ عيْبَتِي من غزل أمي، وأحد ثوبيَّ هذين اللذين عليَّ، قال: أنت صاحبي فكفني".



الكتابالراوي
مسند أحمد أبو ذر
مسند أحمد أبو ذر