تخريج الأحاديث


عن الحارث بن حسان، قال: مررت بعجوز بالربَذَة منقطع بها من بني تميم، فقالت: أين تريدون؟ فقلنا: نريد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقلت: احملوني معكم؛ فإن لي إليه حاجة، قال: فحملتها، فلما وصلت دخلت المسجد، وهو غاص بالناس، فإذا راية سوداء تخفق، قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: هذا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها، وبلال متقلد السيف قائم بين يدى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقعدت في المسجد فلما دخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أذن لي، فدخلت، فقال: "هَلْ كَانَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي تَمِيمٍ شَيْءٌ"؟ أخرجه أحمد في المسند 3 / 482 ، والطبراني في الكبير 3 / 288. فقلت: نعم يا رسول الله، فكانت لنا الدائرة عليهم، ومررت على عجوز منهم؛ وها هي بالباب، فأذن لها، فدخلت فقلت: يا رسول الله، إن رأيت أن تجعل الدهناء، حجازًا بيننا وبين بني تميم فافعل؛ فإنها قد كانت لنا مرة، قال: فاسْتَوفَزَتْ العجوز وأخذتها الحمية، وقالت: يا رسول الله، فأين تضطر مضرك؟ قال: قلنا: يا رسول الله، إنا حملنا هذه ولا نشعر أنها كانت لي خصمًا؛ أعوذ بالله وبرسول الله أن أكون كما قال الأول، قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "وَمَا قَالَ الأَوَّلُ"؟ قال: قلت: على الخبير سقطت، قال سلام: هذا أحمق يقول لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: على الخبير سقطت! قال: فقال صَلَّى الله عليه وسلم: "هِية، يَسْتَطْعِمُنِي أخرجه أحمد في المسند 3 / 482. الحَدِيثَ", فقال: إنَّ عادًا قُحِطُوا فأرسلوا وافدهم يستسقي لهم، فنزل على معاوية بن بكر شهرا، يسقيه الخمر وتغنيه الجرادتان، يعني قينتين كانتا لمعاوية، ثم أتى جبال مهرة، فقال: اللهم لم آت لأسير فأفاديه، ولا لمريض فأداويه، فاسق عبدك ما أنت مسقيه، واسق معه معاوية شهرًا، يشكر له الخمر التي شربها عندهم، قال: فمرت به سحابات سود، فنودي منها أن تَخيَّرْ السحاب. فقال: إن هذه لسحابة سوداء فنودي منها أن خذها رَمَادًا رَمْدَدَا، لا تدع من عاد أحدًا، قال أبو وائل: فبلغني أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا قدر ما يجري في الخاتم.



الكتابالراوي
سنن الترمذي الحارث بن يزيد البكري
مسند أحمد الحارث بن حسان
مسند أحمد الحارث بن يزيد البكري