تخريج الأحاديث


عن أَبي حدرد قال: تزوجتُ امرأَةً من قومي، فأَصْدَقْتُها مائتَيْ درهم، فأَتيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَستعينه على نِكاحي، فقال: "كم أَصْدَقْت؟" قلت: مائتي درهم. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "سُبْحَانَ الله! لو كنتم تأْخذونها من واد ما زاد، لا والله ما عندي ما أُعِينُك به!" فلبث أَيامًا، ثمّ أَقبل رجل من جُشَم بن معاوية ويقال له: "رِفَاعَة ابن قَيْس ــ أَو: قيس بن رفاعة" حتى نزل بقومه ومن معه الغابَةَ، يريد أَن يجمع قيسًا على حَرْب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان ذا اسم وشرف في جُشم، فدعاني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ورجلين من المسلمين، فقال: اخرجوا إِلى هذا الرجل حتى تأْتونا بخبر وعلم. فخرجنا ومعنا سلاحنا، حتى جئنا قريبًا من الحاضر مع الغروب، فكمنت في ناحية وأَمرت صاحِبَيَّ فكَمَنَا في ناحية أُخرى من حاضر القوم، وقلت لهما: إِذا سمعتماني كَبَّرْتُ وشَدَدْتُ في العسكر فكَبِّرا وشُدَّا مَعِي. وغَشِيَنَا الليلُ وذَهَبَتْ فَحْمَةُ العشاءِ، وقد كان أَبطأَ عليهم راع لهم، فتخوفوا عليه. فقام صاحبهم "رفاعة بن قيس" فأَخذ سيفه، وقال: والله لأَطلبن أَثر راعينا. فقال له نفر ممن معه: نحن نكفيك فقال: والله لا يذهب إِلا أَنا، ولا يتبعُني منكم أَحد. وخرج حتى مَرَّ بي، فلما أَمكنني نفخته بسهم، فوضعته في فؤاده، فما تكلم. فاحتززت رأْسه. ثمّ شددت في ناحية العسكر وكبّرت وشدّ صاحباي وكَبَّرا. فوالله ما كان إِلا النجاء بما قَدَرُوا عليه من نسائهم وأَبنائهم وما خف معهم من أَموالهم، واستقنا إِبلًا عظيمة وغنمًا كثيرة، فجئنا بها إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وجئت برأْسه أَحمله. فأَعطاني من تلك الإِبل ثلاث عشر بعيرًا في صداقي، فجمعت إِليَّ أَهلي.



الكتابالراوي
مسند أحمد ابن أبي حدرد الأسلمي
مسند أحمد ابن أبي حدرد الأسلمي