تخريج الأحاديث


عن مَرْوَانَ بن الحكم والمسور بن مَخْرَمة في صلح الحديبية قال: فإِن الصحيفة ـــ يعني صحيفة الصلح ـــ لَتُكْتَبُ، إِذ طلع أَبو جندل بن سهيل يرسف في الحديد، وكان أَبوه حبسه، فأَفلت. فلما رآه أَبوه سهيل قام إِليه فضرب وجهه، وأَخذ بتَلْبيبه يَتُلُّه، وقال: يا محمد، قد لَجَّتِ القضية بيني وبينك قبل أَن يأْتيك هذا! قال: "صدقت". فصاح أَبو جندل بأَعلى صوته: يا معشر المسلمين، أُرَدّ إِلى المشركين يفتنوني في ديني؟! وقد كانوا خرجوا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لا يشكون في الفتح، فلما صنع أَبو جندل ما صنع، وقد كان دَخَلَ ـــ لما رَأَوا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حمل على نفسه في الصلح وَرَجْعَتِهِ ـــ أَمر عظيم، فلما صنع أَبو جندل ما صنع، زاد الناسَ شرًاّ على ما بهم، فقال رسول الله لأَبي جندل: "أَبَا جَنْدَلٍ، اصْبِرْ وَاحْتَسِبْ، فَإِنَّ الله جَاعِلٌ لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِيْنَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا. وَإِنَّا صَالَحْنَا الْقَوْمَ، وَإِنَّا لاَ نَغْدُرْ". فقام عمر بن الخطاب يمشي إِلى جنب أَبي جندل وأَبوه يَتله، وهو يقول: أَبا جندل، اصبر فإِنما هُمُ المشركون، وإِنما دم أَحدهم دَمُ كلب. وجعل عمر يُدني منه قائم السيف، فقال عمر: رجوت أَن يأْخذه فيضرب به أَباه، فضنّ بأَبيه.



الكتابالراوي
صحيح البخاري المسور بن مخرمة ومروان
مسند أحمد المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم
مسند أحمد المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم