تخريج الأحاديث


عن الحسن، قال: لما أراد عبد الله ابن سَلاَم الإسلامَ دخل على رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، فأسلم قال: أشهد أنك رسول الله بالهدى ودين الحق، وأَنّ اليهودَ يجدونك عندهم في التوراة منعوتًا ثم قال له: أرسل إلى نفرٍ من اليهود إلى فلان وفلان سماهم له واخْبَأني في بيتك، فَسَلْهُم عنّي وعن والدي، فإنهم سيخبرونك، وإنّي سأخرج عليهم فأشهد أنك رسول الله أرسلك بالهدى ودين الحق لعلهم يُسْلِمُون فَفَعَل رسولُ الله، صَلَّى الله عليه وسلم، ذلك فَخَبَأَه في بيته، وأرسل إلى النفر الذين أَمَرَهُ بهم فدعاهم، فقال لهم رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم: "مَا عَبْدُ الله بن سَلاَم فيكم وما كان والده؟" قالوا: سَيِّدُنا وابن سيدنا، وعَالِمُنا وابنُ عالمنا. قال: فقال رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم،: "أرأيتم إِنْ أَسْلَم تُسْلِمون؟" قالوا: إنه لاَ يُسْلم. قال: "أرأيتم إن أسلم أَتُسْلِمون؟" قالوا: إنه لاَ يُسْلِم. قال: فدعاه رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، فخرج عليهم، فقال: أشهد أنك رسول الله أرسلك بالهدى ودين الحق. وأنهم ليعلمون منك مثل ما أعلم. فقالت اليهود لعبد الله: ما كُنا نخشاك يا عبد الله على هذا، قال: فخرجوا من عنده وأنزل الله تعالى في ذلك: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآَمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.



الكتابالراوي
مسند أحمد عوف بن مالك