تخريج الأحاديث


قال: ذكره أُسامة بن زيد، عن أَبيه، عن جدّه أَسلم قال: قال لنا عمر بن الخطاب: أَتحبون أَن أُعلمكم كيف كان بَدْءُ إِسلامي؟ قلنا: نعم. قال: كنت من أَشدِّ الناس على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فبينا أَنا يومًا في يوم حار شديد الحرِّ بالهاجرة، في بعض طرق مكة، إِذ لقيني رجل من قريش فقال: أَين تذهب يا ابن الخطاب؟ أَنت تزعم أَنك هكذا وقد دخل عليك هذا الأَمر في بيتك؟! قال قلت: وماذا ذاك؟ قال: أُختك قد صَبَأَت. قال: فرجعت مُغْضَبًا ــ وقد كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يجمع الرجل والرجلين إِذا أَسلما عند الرجل به قوة، فيكونان معه، ويصيبان من طعامه. وقد كان ضم إِلى زوج أُختي رجلين ــ قال: فجئت حتى قَرَعت الباب، فقيل: مَنْ هَذَا؟ قلتُ: ابن الخطاب ــ قال: وكان القوم جلوسًا يقرأُون القرآن في صحيفة معهم ــ فلما سمعوا صوتي تبادروا واختفوا، وتركوا ــ أَو: نسوا الصحيفة من أَيديهم. قال: فقامت المرأَة ففتحت لي، فقلت: يا عدوة نفسها، قد بلغني أَنك صَبَوت! قال: فأَرفع شيئًا في يدي فأَضربها به، قال: فسال الدم. قال: فلما رأَت المرأَة الدم بكت، ثم قالت: يا ابن الخطاب، ما كنت فاعِلًا فافعل، فقد أَسلمت. قال: فدخلتُ وأَنا مُغْضَب فجلست على السرير. فنظرت فإِذا بكتاب في ناحية البيت، فقلت: ما هذا الكتاب؟ أَعطينيه. فقالت لا أُعطيك، لست من أَهله، أَنت لا تغتسل من الجنابة، ولا تَطْهُر، وهذا لا يمسه إِلا المطهرون! قال: فلم أَزل بها حتى أَعطتنيه، فإِذا فيه: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فلما مررت بـ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ذعِرْتُ ورمَيتُ بالصحيفة من يدي ــ قال: ثم رجعت إِليّ نفسي، فإِذا فيها: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحديد/ 1] ــ قال: فكلما مررت باسم من أَسماءِ الله عز وجل ذُعِرْتُ، ثم تَرجع إِليّ نفسي، حتى بلغتُ: {ءَامِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد/ 7] حتى بلغت إِلى قوله: {إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} ــ قال فقلت: "أَشهدُ أَن لا إِله إِلا الله، وأَشهد أَن محمدًا رسول الله" ــ قال: فخرج القوم يتبادرون بالتكبير، استبشارًا بما سَمِعُوهُ مني، وحَمِدوا الله عز وجل، ثم قالوا: يا ابن الخطاب، أَبشِر، فإِن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم دعا يوم الاثنين فَقَالَ: "الْلَّهُمَّ، أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَدِ الْرَّجُلَيْنِ: إِمَّا عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، وَإِمَّا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ"، وَإِنَّا نَرْجُو أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ رَسُولِ الله لَكَ. فَأَبْشِرْ ــ قَالَ: فَلَمَّا عَرَفُوا مِنِّي الْصِّدْقَ قلتُ لَهُمْ: أَخبروني بِمَكَانِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم. فَقَالُوا: هُوَ فِي بَيْتٍ فِي أَسْفَلِ الْصَّفا ــ وصَفُوه ــ قال: فخرجتُ حتى قرعت الباب، قيل: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب. قال: وقد عرفوا شدّتي على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. ولم يعلموا بإِسلامي ــ قال: فما اجترأَ أَحد منهم أَن يفتح الباب! قال: فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "افْتَحُوا لَهُ، فَإِنَّهُ إِنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرًا يَهْدِهِ". قال: ففتحوا لي، وأَخذ رجلان بعضُدي حَتَّى دَنَوْتُ مِنَ الْنَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ: "أَرْسِلُوهُ" قَالَ: فَأَرْسَلُونِي، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِمَجْمَعِ قَمِيْصِي فَجَذَبَنِي إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَسْلِمْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، الْلَّهُمَّ اهْدِهِ". قَالَ قُلْتُ: "أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّكَ رَسُولِ الله"، فَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ تَكْبِيْرَةً، سُمِعَتْ بِطُرُقِ مَكَّةَ ــ قَالَ: وَقَدْ كَانَ اسْتَخْفَى ــ قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ فَكُنْتُ لاَ أَشَاءُ أَنْ أَرَى رَجُلًا قَدْ أَسْلَمَ يُضْرَبُ إِلاَّ رَأَيْتُهُ ــ قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: لاَ أَحِبُّ إِلاَّ أَنْ يُصِيْبَنِي مَا يُصِيْبُ الْمُسْلِمِيْنَ، قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى خَالِي ــ وَكَانَ شَرِيْفًا فِيْهِمْ ــ فَقَرَعْتُ الْبَابَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: ابْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: أَشْعَرْتَ أَنِّي قَدْ صَبَوْتُ؟ قَالَ: فَعَلْتَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: لاَ تَفْعَلْ! قَالَ، فَقُلْتُ: بَلَى، قَدْ فَعَلْتُ. قَالَ: لاَ تَفْعَلْ! وَأَجَافَ الْبَابُ دُونِي وَتَرَكَنِي. قَالَ قُلْتُ: مَا هَذَا بِشَيْءٍ! قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ رَجُلًا مِنْ عُظَمَاءِ قُرَيْشٍ، فَقَرَعْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: أَشْعَرْتَ أَنِّي قْدَ صَبَوْتُ؟ قَالَ: فَعَلْتَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ! قُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ. قَالَ: لاَ تَفْعَلْ! قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ، وَأَجَافَ الْبَابَ دُوْنِي. قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ انْصَرَفْتُ. فَقَالَ لِي رَجُلٌ: تُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ إِسْلَامُكَ؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِذَا جَلَسَ الْنَّاسُ فِي الْحِجْرِ وَاجْتَمِعُوا أَتَيْتَ فُلَانًا ــ رَجُلًا لَمْ يَكُنْ يَكْتُمُ الْسِّرَّ ــ فَاصْغَ إِلَيْهِ، وَقُلْ لَهُ ــ فِيْمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ ــ : "إِنِّي قَدْ صَبَوْتُ"، فَإِنَّهُ سَوْفُ يَظْهَرُ عَلَيْكَ وَيُصِيحُ وَيُعْلِنُهُ. قَالَ: فَاجْتَمَعَ الْنَّاسُ فِي الْحِجْرِ، فَجِئْتُ الْرَّجُلَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِ فِيْمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَقُلْتُ: أَعْلِمْتُ أَنِّي قَدْ صَبَوْتُ"؟ فَقَالَ: "أَلاَ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَا". قَالَ: فَمَا زَالَ الْنَّاسُ يَضْرِبُونَنِي وَأَضْرِبْهُمْ، قَالَ: فَقَالَ خَالِي: مَا هَذَا؟ فَقِيْلَ: ابْنُ الْخَطَّابِ! قَالَ: فَقَامَ عَلَى الْحِجْرِ فَأَشَارَ بِكُمِّهِ فَقَالَ: "أَلاَ إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ ابْنَ أُخْتِي". قَالَ: فَانْكَشَفَ الْنَّاسُ عَنِّي، وَكُنْتُ لاَ أَشَاءَ أَنْ أَرَى أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ يُضْرَبُ إِلاَّ رَأَيْتُهُ وَأَنَا لاَ أُضْرِبُ. قَالَ فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِشَيْءٍ حَتَّى يُصِيْبُنِي مِثْلُ مَا يُصِيْبُ الْمُسْلِمِيْنَ؟ قَالَ: فَأَمْهَلْتُ حَتَّى إِذَا جَلَس الْنَّاسُ فِي الْحِجْرِ، وَصَلْتُ إِلَى خَالِي فَقُلْتُ: اسْمَعْ. فَقَالَ: مَا أَسْمَعُ؟ قَالَ قُلْتُ: جِوَارُكَ عَلَيْكَ رَدٌّ. قَالَ: فَقَالَ: لاَ تَفْعَلْ يَا ابْنَ أُخْتِي. قَالَ قُلْتُ: بَلْ هُوَ ذَاكَ. فَقَالَ: مَا شِئْتَ! قَالَ: فَمَازِلْتُ أُضْرَبُ وَأَضْرِبُ حَتَّى أَعْزَّ الله الْإِسْلَامَ



هذا الحديث لم نجد له تخريجا في الكتب التسعة