تخريج الأحاديث
حدّثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيْمِيّ عن أبيه قال: لما دخل رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، مكة عام الفتح هرب عبد الله ابن الزِّبَعْرَى وهُبَيْرَة بن أَبِي وَهْب المخزومي - وهبيرة يومئذ زوج أم هانئ بنت أبي طالب - حتى انتهيا جميعًا إلى نَجْرَان فلم يأمنا من الخوف حتى دخلا حصن نجران، فقيل لهما: ما وراء كما؟ فقالا: أما قريش فقد قُتِلَتْ، ودخل محمد مكة، ونحن نرى أن محمدًا سائرٌ إلى حصنكم هذا. فجعلت بلحراث بن كعب يُصْلِحُون مَا رَثَّ من حِصْنهِم وجمعوا فاشيتهم، فأرسل حسان بن ثابت الأنصاري أبياتًا يُريد بها عبدَ الله بن الزِّبعرى. قال محمد بن عمر: أنشدنيها عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد:
لاَ تَعْدَمَنْ رَجُلًا أَحَلّــَك بُغْضُـــــه نَجـرانَ في عَيش أَحَذَّ لئـيـــمِ
بَلِيَتْ قَنَاتُكَ في الحروب فأُلْفِيَتْ خَمَــانَةً جَـوْفَاءَ ذَاتَ وُصُـومِ
غضب الإلهُ عَلَى الزِّبَعْرَى وابنهِ وعذابُ سوءٍ في الحياةِ مُقيمِ
فلمَّا بلغ ابن الزِّبعرى شعر حَسّان بن ثابت هذا تهيأ للخروج، فقال له هُبَيرة بن أبي وهب: أين تريد يا بن عم؟ قال: أردتُ محمدًا. قال: تُرِيد أن تَبَّعه؟ قال: إِي والله! قال: يقول هبيرة يا ليت أني كنتُ رافقتُ غيرك! والله ما ظننت أنك تتبع محمدًا أبدًا! قال ابن الزِّبعرى: فهو ذاك، فعلى أي شيء نقيم مع بني الحارث بن كعب وأترك ابن عمي وخير الناس وأبر الناس، ومع قومي وداري أحب إلي.
فانحدر ابن الزبعرى حتى جاء رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، وهو جالس في أصحابه، فلما نظر رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "هذا ابن الزبعرى ومعه وجه فيه نور الإسلام". فلما وقف عليه قال: السلام عليك، أي رسول الله! شهدتُ أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله، والحمدُ لله الذي هَدَاني للإسلام، فقد عاديتك وأَجْلَبت عليك، وركبتُ الفرس والبعير ومشيت على قَدَمَيّ في عداوتك، ثم هربت منك إلى نَجْرَانَ، وأنا أريد أن لا أَقربَ الإسلام أبدًا، ثم أرادني الله منه بخير فألقاه في قلبي وحَبّبه إلَيّ، فذكرت ما كنتُ فيه من الضلالة واتباع ما لا ينفع ذا عَقْل، من حجر يُعْبَد ويُذْبَح له، لا يَدري مَن عبده وَلاَ مَن لاَ يَعبده. فقال رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي هداك للإسلام، أحمد الله أن الإسلام يَحُتُّ ما كان قبله".
هذا الحديث لم نجد له تخريجا في الكتب التسعة