تخريج الأحاديث


أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن أبي بكر بن قيس الجعفي قالا: كانت جعفي يحرمون القلب في الجاهلية، فوفد إلى رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، رجلان منهم قيس بن سلمة بن شراحيل من بني مرَّان بن جعفي، وسلمة بن يزيد من مشجعة بن مجمع من بني الحريم بن جعفي، وهما أخوان لأم، وأمهما مُليكة بنت الحلو ابن مالك من بني حريم بن جعفي، فأسلما، فقال لهما رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم: "بلغني أنكم لا تأكلون القلب". قالا: "نعم"، قال: "فإنه لا يكمل إسلامكما إلا بأكله". ودعا لهما بقلب فشوي، ثم ناوله يزيد بن سلمة، فلما أخذه أرعدت يده، فقال له رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم: "كُلْه" فأكَلَه وقال:

على أني أكلتُ القَلْب كَرهًا وتَرْعَدُ حِينَ مَسَّتْه بَنَانِي

قال: وكَتب رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، لقيس بن سلمة كتابًا نسخته:

"من محمد رسول الله لقيس بن سَلَمة بن شَراحيل، إني استعملتك على مَرَّان ومواليها، وحريم ومواليها، والكُلاَب ومواليها، من أقام منهم الصلاة وآتى الزكاة وصدق ماله وصفَّاه". قال: والكلاب أود وزبيد، وحريم سعد العشيرة وزيد الله بن سعد وعائذ الله ابن سعد وبنو صلاة من بني الحارث بن كعب. قال: ثم قالا: يا رسول الله، "إن أُمنا مُليكة بنت الحلو كانت تَفُكّ العاني وتطعم البائس وترحم الفقير، وأنها ماتت وقد وَأَدت بنية لها صغيرة، فما حالها"؟ فقال: "الوائدة والموءُودة في النار". فقاما مُغْضَبَيْن، فقال: "إليّ فارجعا"؟ فقال: "وأمي مع أمكما"، فأبيا ومضيا وهما يقولان: "والله إن رجلًا أطعمنا القلب، وزعم أن أمنا في النار لأهل ألا يتبع وذهبا، فلما كانا في بعض الطريق لقيا رجلًا من أصحاب رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، معه إبل من إبل الصدقة فأوثقاه واطَّرَدَا الإبل، فبلغ ذلك النبي، صَلَّى الله عليه وسلم، فلعنهما فيمن كان يلعن في قوله: "لعن الله رعلًا وذكوان وعصية ولحيان وابني مليكة من حريم ومران".



هذا الحديث لم نجد له تخريجا في الكتب التسعة