تخريج الأحاديث


وقال ابن الكلبي: كان عمرو بن الجموح آخر الأَنصار إِسلامًا، ولما نَدَب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الناس إِلى بدر، أَراد الخروج معهم، فمنعه بنوه بأَمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لشدّة عَرَجه. فلما كان يوم أُحد قال لبنيه: منعتموني الخروج إِلى بدر، فلا تمنعوني الخروج إِلى أُحد! فقالوا: إِن الله قد عَذَرك. فأَتى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ بَنِيَّ يُرِيْدُونَ أَنْ يَحْبِسُونِي عَنْ هَذَا الْوَجْهِ وَالْخُرُوجِ مَعَكَ فِيْهِ، وَالله إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَطَأَ بعَرْجَتِي هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ! فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَذَرَكَ الله، وَلاَ جِهَادَ عَلَيْكَ"، وَقَالَ لِبَنِيْهِ: "لاَ عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تَمْنَعُوهُ، لَعَلَّ الله أَنْ يَرْزُقَهُ الْشَّهَادَةَ". فَأَخَذَ سِلَاحَهُ وَوَلَّى وَقَالَ: الْلَّهُمَّ ارْزِقْنِي الْشَّهَادَةَ وَلاَ تَرُدَّنِي إِلَى أَهْلِي خَائِبًا. فَلَمَّا قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ جَاءَتْ زَوْجُهُ هِنْدُ بِنْتُ عَمْرٍو، عَمَّةُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الْلَّهِ، فَحَمَلَتْهُ وَحَمَلَتْ أَخَاهَا عَبْدَ الْلَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ، فَدُفِنَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَطَأُ فِي الْجَنَّةِ بِعَرْجَتِهِ"



الكتابالراوي
مسند أحمد أبو قتادة