تخريج الأحاديث


عن ابن عباس قال: لما نزل رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، مرّ الظَّهْرَان، قال العباس بن عبد المطلب: وَاصَبَاحَ قريش إنْ دَخَلَها رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، عَنْوَةً، قال العباس: فأخذتُ بغلة رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، الشَّهْبَاء فركبتها، وقلتُ ألتمس حَطَّابًا أو إنسانًا أبعثه إلى قريش. قال: فوالله إني في الأَرَاك إذا أنا بأبي سفيان بن حرب فقلت: أبا حَنْظَلَة؟ قال: يا لبيك، أبا الفضل!! وعرف صوتي، فقال: ما لك؟ فداك أبي وأمي، قلت: ويلكَ هذا رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، في عشرة آلاف، فقال: بأبي وأمي مَا تَأْمُرُني. هل مِن حيلة؟ قلت: نعم، تركب عَجُزَ هذه البغلة فأَذهبُ بك إلى رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، فإنه إنْ ظُفِر بك دونه قُتِلْتَ، قال: وأنا والله أرى ذلك. ثم ركب خلفي وتوجهتُ به إلى رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، ورآه عمر بن الخطاب فعرفه وأراد قتله، وقال يا رسول الله، أبو سفيان أخذ بلا عهد ولا عقد، قال: فقلت: إني قد أَجَرْتُه. وجرى بين العباس بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب في ذلك كلام، قال: فقال رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم: "ويْحك يا أبا سفيان ألم يَأْنِ لكَ أن تعلم أن لا إله إلا الله؟!" قال: بأبي أنت وأمي ما أحْلَمك وأكرمك وأعظم عَفوك! قد كاد يقع في نفسي أن لو كان مع الله إله لقد أغنى شيئًا بعد.

قال: "يا أبا سفيان ألم يَأْنِ لكَ أن تعلم أني رسول الله؟" قال: بأبي أنت وأمي ما أحْلَمك وأكرمك وأعظم عَفوك، أما هذه فوالله إن في النَّفْس منها لَشيئًا بعد، فقال العباس: ويحك اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسولَ الله، صَلَّى الله عليه وسلم، قبل والله أن تقتل. قال: فشهد شهادة الحق فقال: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله. فقال العباس: يا نبي الله قد عرفتَ أبا سفيان وحُبه الشرف والفَخر فاجعل له شيئًا. قال: "نَعم: مَن دَخَلَ دار أبي سفيان فهو آمن ومَن أغَلَقَ داره فهو آمن".



الكتابالراوي
صحيح مسلم أبو هريرة
سنن أبي داود ابن عباس
سنن أبي داود ابن عباس