تخريج الأحاديث


عن محمد، قال: هجا رسولَ الله، صَلَّى الله عليه وسلم، وأصحابَه ثلاثةٌ من كفار قريش: أبو سفيان بن الحارث، وعمرو بن العاص، وابن الزِّبعْرَى.

قال فقال قائل لعلي: اهجُ عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا، قال فقال عليّ: إن أذن لي رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، فعلتُ، فقال الرجل: يا رسول الله ائذن لعلي كيما يهجو عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا، فقال: "ليس هناك، أوليس عنده ذلك". ثم قال للأنصار: "مايمنع القوم الذين قد نَصَرُوا رسولَ الله، صَلَّى الله عليه وسلم، بسلاحهم وأنفسهم أن ينصروه بألسنتهم"؟ فقال حسان بن ثابت: أنا لها يا رسول الله، وأخذ بطرف لسانه فقال: والله ما يسرُّني به مِقْول بين بصرى وصنعاء، فقال له رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم: "وكيف تهجوهم وأنا منهم"؟ قال: إني أسُلّك منهم كما تُسَلُّ الشعرة من العجين.

قال: فكان يهجوهم ثلاثة من الأنصار ويجيبونهم: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة. قال: فكان حسان بن ثابت وكعب بن مالك يعارضانهم بمثل قولهم بالوقائع والأيام والمآثر، ويعيرونهم بالمثالب، قال: وكان ابن رَوَاحَةَ يُعيّرهم بالكفر وينسبهم إلى الكفر ويعلم أنه ليس فيهم شيء شر من الكفر، قال: فكانوا في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول حسان وكعب بن مالك، وأهون القول عليهم قول عبد الله بن رواحة، قال: فلما أسلموا وفَقِهوا الإسلام كان أشد القول عليهم قول عبد الله بن رواحة.



الكتابالراوي
صحيح البخاري عائشة رضي الله عنها
صحيح البخاري عائشة رضي الله عنها
صحيح البخاري عائشة