تخريج الأحاديث


عن عبد الله بن الزبير قال: لما كان يوم الفتح هَرب صَفوانُ بن أمية حتى أتى الشُّعَيْبَةَ، فقال عُمَيْر بن وهب الجُمَحِيّ: يا رسول الله، سيدُ قومي خرج هاربًا ليقذف نفسه في البحر، وخاف أَلاَّ تُؤَمِّنه، فأَمِّنْه فِدَاك أبي وأمي! فقال: "قد أمنته". فخرج عمير بن وهب في أَثره فأدركه فقال: جئتك من عند أبر الناس وأوصل الناس، وقد أَمَّنَك. قال: لا والله حتى تأتيني منه بعلامة أعرفها. فرجع عمير إلى رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، فأخبره. فقال: خذ عمامتي. وهو البرد الذي دخل فيه رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، مكة معتجرًا به ــ برد حبرة ــ. فخرج عمير في طلبه ثانية، فأعطاه البرد معرفة. فرجع معه، فانتهى إلى رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، وهو يصلي بالناس العصر، فلما سلم رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، صاح صفوان بن أمية: يا محمد، إن عمير بن وهب جاءني ببردك وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك، فإن رضيت أمرًا وإلا سيرتني شهرين. قال: "انزل أبا وهب". قال: لا والله حتى تبين لي. قال: "لك تسيير أربعة أشهر". فنزل صفوان.

وخرج رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، قِبَلَ هَوَازِن وخرج معه صفوان، واستعاره رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، سلاحًا فأعاره مائة درع بأدائها، وشهد معه حنينًا والطائف وهو كافر، ثم رجع إلى الجعرانة فبينا رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، يسير في الغنائم ينظر إليها ومعه صفوان بن أمية، فجعل صفوان ينظر إلى شِعْبٍ مُلِىءَ نَعَمًا وَشَاءً وَرِعَاءً، فأدام النظر إليه، ورسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، يرمقه فقال: "أَبَا وَهْب يعجبك هذا الشِّعب؟" قال: نعم. قال: "هو لك وما فيه". فقال صفوان عند ذلك: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وأسلم مكانه. وأعطاه رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، أيضًا مع المؤَلَّفَة قلوبهم من غنائم حُنين خمسين بعيرًا.



الكتابالراوي
مسند أحمد أمية بن صفوان بن أمية عن أبيه