تخريج الأحاديث


عن أبي هريرة، قال: خرج ثمامة بن أُثال الحنفي مُعْتَمِرًا فظفرت به خَيْلُ لرسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بنَجْد، فجاءو به، فأصبح مربوطًا بأسطوانة عند باب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فرآه فعرفَهُ فقال: "مَا تَقُولُ يَا ثُمَامُ؟" فقال: إن تَسأَلْ مالًا تُعْطَه، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإنْ تُنْعم تنعم على شَاكِرٍ.

فمضى عنه، وهو يقولُ‏: "‏اللَّهُمَّ إنَّ أَكْلَةً مِنْ لَحْمِ جَزُورٍ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ دَمِ ثُمَامَةَ‏"،‏‏ ثم كرّر عليه فقال: "مَا تَقُولُ يَا ثُمَامَةُ؟"‏‏ قال: إن تسأَلْ مالًا تُعْطَه، وإن تَقْتل تقتل ذا دَمٍ، وإن تُنعم تنعم على شاكرٍ. قال‏: "‏اللَّهُمَّ إنَّ أَكْلَةً مِنْ لَحْمِ جَزُورٍ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ دَمِ ثُمَامَةَ‏"‏‏. ثم أمر به فأطلق.

فذهب ثمامة إلى المصانع، فغسل ثيابَه واغتسل، ثم جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وشهد بشهادة الحقّ، وقال: يا رسولَ الله، إنَّ خيلك أخذَتْني، وأنا أريدُ العُمْرة، فمُرْ من يسيّرن إلى الطّريق، فأمر من يسيره، فخرج حتى قدم مكّة، فلما سمع به المشركون جاءوه فقالوا: يا ثمامة، صبَوْت وتَرَكْتَ دينَ آبائك، قال: لا أدري ما تقولون، إلّا إني أقسمْتُ بربّ هذه البنية لا يصل إِليكم من اليمامة شيء مما تنتفعون به حتى تتبعوا محمّدًا عن آخركم.

قال: وكانت مِيْرَة قريش ومنافعهم من اليمامة، ثم خرج فحبسَ عنهم ما كان يأتيهم منها من ميرتهم ومنافعهم، فلما أضرَّ بهم كتُبوا إلى رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنَّ عهْدَنا بك وأنْتَ تأمرُ بصلَةِ الرَّحِم، وتحضُّ عليها، وإنَّ ثمامةَ قد قطع عنا ميرتنا وأضرَّ بنا، فإنْ رأيت أن تكتَب إليه أنْ يخلّي بيننا وبين مِيْرَتنا فافْعَل. فكتب إليه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنْ: "خَلِّ بَيْنَ قَوْمِي وَبَيْنِ مِيرَتهم".

وكان ثمامةُ حين أسلم قال: يا رسول الله؛ والله لقد قدمتُ عليكَ وما على وَجْهِ الأرض وجه أبغَض إليَّ من وَجْهِك، ولا دين أبْغَض إليَّ من دينك، ولا بلد أبغض إليّ من بلدك، وما أصبحَ على وجْهِ الأرض وجهٌ أحبّ إلي من وجهك، ولا دين أحبّ إليَّ من دينك، ولا بلد أحبّ إليّ من بلَدك‏.



الكتابالراوي
صحيح البخاري أبو هريرة
صحيح مسلم أبو هريرة
مسند أحمد أبو هريرة