تخريج الأحاديث


عن حديثِ عَوْف الأعرابيّ وجرير بن حازم عن محمد بن سيرين، ومن حديث السُّدي عن البراء، ومن حديث سِمَاك بن حرب وأبي إسحاق، دخل حديثُ بعضهم في بعض: أنَّ الذين كانوا يَهْجُون رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من مشْركي قريش: عبد الله بن الزَّبَعْرَى، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب، وعمرو بن العاص، وضرار ابن الخطّاب، فقال قائل لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: اهْجُ عنَّا القوم الذين يهجوننا. فقال: إنْ أذنَ لي رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فعلْتُ. فقالوا: يا رسول الله، ائذنْ له. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "إِنَّ عليًا ليس عنده ما يُرَاد في ذلك منه"، أو: "ليس في ذلك هنالك".

ثم قال: ما يمنَعُ القومَ الذين نصروا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بسلاحهم أنْ ينصروه بألسنتهم؟ فقال حسّان: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه وقال: والله ما يسرُّني به مِقْول بين بُصْرى وصَنْعاء.

وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "كَيْفَ تَهْجُوهُمْ وَأَنا مِنْهُمْ؟ وَكَيْفَ تَهْجُو أَبَا سُفْيَانَ وَهْوَ ابنُ عَمِّي؟" فقال: والله لأسلَّنّك منهم كما تُسَلُّ الشّعرةُ من العَجِين. فقال له: "إيت أبا بكر، فإنه أعلمُ بأنساب القوم منك". فكان يَمضِي إلى أبي بكر ليقِفَ على أنسابهم، فكان يقول له: كفَّ عن فلانة وفلانة، واذكر فلانة وفلانة، فجعل حسَّان يهجوهم. فلما سمعَتْ قريش شِعْرَ حسان قالوا: إنّ هذا الشّعر ما غاب عنه ابن أبي قحافة، أو: من شعر ابْن أبي قحافة.



الكتابالراوي
صحيح البخاري عائشة
صحيح مسلم عائشة
صحيح مسلم عائشة