تخريج الأحاديث


حدثنا عمران بن خالد بن طليق بن محمد ابن عمران بن حصين، حدثني أبي عن أبيه عن جدّه ـــ أن قريشًا جاءت إلى الحُصين وكانت تعظّمه، فقالوا له: كلّم لنا هذا الرجل، فإنه يذكر آلهتنا ويسبُّهم، فجاءوا معه حتى جلسوا قريبًا من باب النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: "أَوْسِعُوا لِلَّشْيِخ" وعمران وأصحابه متوافرون، فقال حصين: ما هذا الذي بلغنا عنك؟ إنك تشتم آلهتَنا وتذكرهم وقد كان أبوك خيرًا فقال: يا حُصين "إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ في النَّارِ، يَا حُصَينُ، كَمْ تَعْبُدُ مِنْ إِلَه؟" قال: سبعًا في الأرض وواحدًا في السماء. قال: "فَإذَا أَصَابَكَ الضُّر مَنْ تَدْعُو؟" قال: الذي في السماء. قال: "فَإذَا هَلَكَ المَالُ مَنُ تَدْعُو؟" قال: الذي في السماء. قال:"فَيَسْتَجِيبُ لَكَ وَحْدَهُ وَتُشْرِكُهُمْ مَعَهُ؟ أَرضِيتَهُ في الشّكْرِ أَمْ تَخَافُ أَنْ يغْلبَ عَلَيْكَ؟"

قال: ولا واحدة من هاتين. قال: وعلمت أني لم أكلم مثله. قال: "يَا حصين أَسْلِمْ تَسْلَمْ" . قال: إن لي قومًا وعشيرة، فماذا أقول؟ قال: قل: "اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَهْدِيك لأَرْشَدِ أمري، وَزِدْنِي عِلْمًا يَنْفَعِني". فقالها حصين. فلم يقم حتى أسلم، فقام إليه عمران فقبَّل رأسه ويديه ورجليه، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بكى، وقال: "بَكَيْتُ مِنْ صَنِيعِ عِمْرَانَ، دَخَلَ حُصَينٌ وَهُوَ كَافِرٌ فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ عِمْرَانُ وَلَمْ يَتَلفِتْ نَاحِيَتَهُ، فَلَمَّا أَسْلَمَ قَضَى حَقَّهُ، فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ الرِّقَةُ"؛ فلما أراد حُصين أن يخرج قال لأصحابه: "قُومُوا فَشَيِّعُوه إِلَى مَنْزِلِهِ". فلما خرج من سدة الباب رأتْه قريش فقالوا: صبَأَ وتفرَّقوا عنه .



الكتابالراوي
سنن الترمذي عمران بن حصين