تخريج الأحاديث



وقال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ في التفسير: حدثنا أبي، أخبرنا عبد العزيز الأوسي، حدثنا عليّ ابن أبي عليّ الهاشمي، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، أنَّ عليَّ بن أبي طالب قال لما تُوفي النبي صَلَّى الله عليه وسلم وجاءت التعزية، فجاءهم آتٍ يسمعون حِسَّهُ ولا يرون شَخْصه، فقال: السّلام عليكم أهْلَ البيت ورحمة الله وبركاته، كُلُّ نَفْسٍ ذائقةُ الموت، وإنما تُوَفَّوْنَ أجورَكم يوم القيامة، إن في الله عزاءً من كل مصيبة، وخَلَفًا من كل هالك، ودركًا من كل ما فات، فبالله فثقُوا، وإياه فارجوا؛ فإن المصاب مَنْ حرم الثواب.

قال جَعْفَرُ: أخبرني أبي أنَّ عليّ بن أبي طالب قال: تَدْرَون مَنْ هذا؟ هذا الخَضِر.

ورواه محمد بن منصور الجزار، عن محمد بن جعفر بن محمد، وعبد الله بن ميمون القدَّاح جميعًا، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين: سمعت أبي يقول: لما قُبض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: جاءت التعزية يسمعون حِسَّه ولا يرون شَخْصه: السلام عليكم ورحمة الله أهل البيت. إنَّ في الله عزاءً من كل مصيبة، وخَلفًا مِنْ كل هالك، ودركًا من كلّ ما فات؛ فبالله فثقوا، وإياه فارجوا؛ فإنَّ المحروم مَنْ حرم الثواب. فقال علي: تَدرُون مَنْ هذا؟ هو الخَضِر.

قال ابْنُ الْجَوزِيِّ: تابعه محمد بن صالح، عن محمد بن جعفر؛ ومحمد بن صالح ضَعِيف.

قلت: ورواه الواقديّ، وهو كذّاب؛ قال: ورواه محمد بن أبي عمر، عن محمد بن جعفر وابن أبي عمر مجهول.

قلت: وهذا الإطلاق ضعيف، فإنّ ابن أبي عمر أَشهر من أن يُقال فيه هذا، هو شيخ مسلم وغيره من الأئمة، وهو ثقةٌ حافظ، صاحبُ مسند مشهور مرويّ؛ وهذا الحديث فيه أخبرني به شيخنا حافظ العصر أبو الفضل بن الحسين رحمه الله. قال: أخبرني أبو محمد بن القيم، أخبرنا أبو الحسن بن البخاري عن محمد بن معمر، أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء، أخبرنا أحمد بن محمد بن النعمان، أخبرنا أبو بكر بن المقري، أخبرنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، حدثنا محمد بن جعفر بن محمد، قال: كان أبي ــــ هو جعفر بن محمد الصّادق ــــ يذكر عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب أنه دخل عليهم نَفَرٌ من قريش فقال: ألا أحدِّثكم عن أبي قاسم؟ قالوا: بلى، فذكر الحديث بطوله في وفاة النبي صَلَّى الله عليه وسلم: وفي آخره: فقال جِبْرَائِيلُ: "يَا أَحْمَدُ، عَلَيْكَ السَّلاَمُ، هَذَا آخِرُ وَطْئِي الأرْضَ، إِنَّمَا كُنْتَ أنْتَ حَاجَتِي مِنَ الدُّنْيَا".

فلما قُبض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وجاءت التعزية جاء آتٍ يسمعون حِسَّهُ ولا يرون شخصه، فقال: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ وَرَحْمَةُ اللهِ، إنّ في اللهَ عزاءً عَنْ كُلّ مُصيبَةٍ، وَخَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ، وَدَركًا مِنْ كُلّ فَائِتٍ، فَبالله فَثِقُوا، وَإِيَّاهُ فَارْجُوا؛ فَإِنَّ الْمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ الثّوابَ، وإن المصَابَ مَنْ حُرم الثّواب. والسّلام عليكُم أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 7/268.

فقال عليّ: هل تَدْرُونَ مَنْ هذا؟ هذا الخَضِر. انتهى.

ومحمد بن جعفر هذا هو أخو موسى الكاظم حدَّث عن أبيه وغيره.

وروى عنه إبراهيم بن المنذر وغيره، وكان قد دَعَا لنفسه بالمدينة ومكة، وحجَّ بالنّاس سنة مائتين، وبايعوه بالخلافة، فحجَّ المعتصم فظفر به، فحمله إلى أخيه المأمون بخُرَاسان، فمات بجرجان سنة ثلاث ومائتين.

وذكر الْخَطِيبُ في ترجمته أنه لما ظفر به صعد المنبر فقال: أيُّها الناس، إني قد كنتُ حدَّثتكم بأحاديث زَوَّرْتُهَا، فشقّ الناسُ الكتبَ التي سمعوها منه، وعاش سبعين سنة.

قال البُخَارِيُّ: أخوه إسحاق أوثق منه. وأخرج له الحاكم حديثًا: قال الذهبي: إنه ظاهر النكارة في ذِكْرِ سليمان بن داود عليهما السلام.

وأخرج البَيْهَقِيُّ في "الدَّلائِلِ"، قال: حدّثنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الصّنعاني. حدثنا أبو الوليد المخزومي، حدثنا أَنَس بن عِيَاض، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: لما تُوفِّي رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عَزَّتْهم الملائِكَة يَسْمَعُون الحِسّ ولا يرَوْنَ الشَّخْصَ. فقال: السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن في الله عزاءً من كلّ مصيبة، وخلفًا من كل فائت، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإنما المحروم مَنْ حُرِم الثّواب.

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وقال البَيْهَقِيُّ أيضًا: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي، حدثنا الحسن بن حُميد بنَ الربيع اللخمي، حدثنا عبد الله بن أبي زياد، حدثنا سيار بن أبي حاتم، حدثنا عبد الواحد بن سليمان الحارثي، حدثنا الحسن بن علي، عن محمد بن علي ــــ هو ابن الحسين بن عليّ، قال: لما كان قبْل وفاةِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم هبط إليه جبرائيل. فذكر قِصّةَ الوفاة مطوّلة، وفيه: فأتاهم آتٍ يسمعون حسَّه ولا يَرَوْنَ شخصه، فقال: السّلام عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ... فذكر مثله في التعزية.

وأخرج سَيْفُ بْنُ عُمَر التَّمِيميُّ في كتاب الردّة له عن سعيد بن عبد الله عن ابن عمر قال: لما تُوفِّي رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم جاء أبو بكر حتى دخل عليه، فلما رآه مسجىً قال: {إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]؛ ثم صلى عليه، فرفع أهلُ البيت عجيجًا سمعه أهلُ المصلى، فلما سكن ما بهم سمعوا تسليمَ رجُل على الباب صيِّت جليد، يقول: السَّلام عليكم يا أهل البيت، كُلُّ نَفْسٍ ذَائقَة المَوْتِ، وَإِنَّمَا توفوْنَ أُجُورَكم يَوْمَ القِيَامَةِ، ألا وإنّ في الله خلفًا من كلّ أحد، ونجاةً من كل مخافة، والله فارجوا، وبه فثِقُوا؛ فإنّ المصَاب مَنْ حُرمَ الثواب.

فاستمعوا له وقطعُوا البكاء، ثم اطلعوا فلم يروا أحدًا، فعادُوا لبكائهم فناداهم منادٍ آخر: يا أهل البيت، اذكروا الله واحمدوه على كل حال تكونوا من المخلصين؛ إن في الله عزاء من كل مصيبة، وعوضًا من كل هلكة، فبالله فثقوا، وإياه فأطيعوا. فإن المصاب مَنْ حُرم الثواب.

فقالَ أَبُو بَكْرٍ: هذا الخَضِر وإلياس قد حضرا وفاةَ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم.

وَسنده فيه مقالٌ. وشيخَه لا يُعرف.



هذا الحديث لم نجد له تخريجا في الكتب التسعة