تخريج الأحاديث


عن عبد الرحمن بن جابر، عن أَبيه جابر قال: فَسَبَق مالك بن عوف إِلى حنين، فأَعدوا وتهيؤ في مضايق الوادي وأَحنائه، وأَقبل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأَصحابه، فانحط بهم الوادي في عَمَاية الصبح، فثارت في وجوههم الخيل، فشدَّت عليهم، وانكفأَ الناس منهزمين، وانحاز رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ذات اليمين يقول: "أَيها الناس، أَنا رسول الله! أَنا محمد بن عبد اللّه!" فلا شيء، وركبت الإِبل بعضها بعضًا، ومع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رَهْطٌ من أَهل بيته ومن المهاجرين، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم للعباس: "اصْرُخْ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ـــ يَا أَصْحَابَ الْسَّمُرةِ" فأَجابوه: لبيك لبيك ـــ قال جابر: فما رجعت راجعة الناس إِلا والأَسارى عند رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مُكَتَّفين، قيل: إِن مالك بن عوف حَمَل على النبي صَلَّى الله عليه وسلم على فرسه، واسمه مَحَاجِ فلم يُقدِم به، ثم أَراده فلم يقدم به أَيضًا، فقال: [الرجز]

أَقْـدِمْ مَحَـاجِ إِنَّـــهُ يَـــوْمٌ نُـــكُرْ مِـثْلِي عَلَى مِثْلِكَ يحَمِي وَيَكُرّ

وَيـَطْـعُــنُ الطَّـعـْنَةَ تَـهوِي وَتَهرّ لَـهَـا مِـنَ الْجَـوْفِ نَجِـيـعٌ مُنْهَمِرْ
َ
وَثَعْلَبُ الْعَامِـلِ فِيْهَا مُنْكَسِرْ إِذَا احْـزَأَلـَّـتْ زُمَــرٌ بَعْدَ زُمَــرْ

فلما انهزم المشركون يومَ حُنين، لحق مالك بالطائف، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لو أَتاني مالك مسلمًا لردَدْتُ إِليه أَهله وماله". فبلغه ذلك، فلحق برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقد خَرَجَ من الجعِرَّانة، فأَسلم، فأَعطاه أَهله وماله، وأَعطاه مائة من الإِبل كما أَعطى سائر المؤلفة، وكان معدودًا فيهم ثم حسن إِسلامه، واستعمله رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على من أَسلم من قومه ومن قبائل قيس عَيْلاَن، وأَمره بمغاورة ثقيف، ففعل وضيَّق عليهم، وقال حين أَسلم: [الكامل]

مَا إِن رَأَيْتُ وَلاَ سَمِعْتُ بِمَا أَرَى فِي الْــنَّـاسِ كُـلِّهِمُ بِمِثـْلِ مُحَـمَّــدِ

أَوَفَى وَأَعْطَى لِلْجَزِيْلِ إِذَا اجْتُدِي وَمَتَى تَشَأْ يُخْبِرْكََ عَمَّا فِي غَدِ

ثم شَهد بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فتح دمشق الشام، وشهد القادسية أَيضًَا بالعراق مع سعد بن أَبي وقاص.



الكتابالراوي
صحيح مسلم عباس
مسند أحمد العباس