تخريج الأحاديث
عن منصور بن عبد الرحمن الحَجَبِيّ عن أمه وغيرها، وعماد الحديث عن عمر بن عثمان قالوا: كان شيبة بن عثمان رجلًا صالحًا له فضل، وكان يحدث عن إسلامه وما أراد الله به من الخير ويقول: ما رأيتُ أعجب مما كنا فيه من لزوم ما مضى عليه آباؤنا من الضلالات.
ثم يقول: لما كان عام الفتح ودخل رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، مكة عَنْوَةً، قلتُ أَسير مع قريش إلى هَوَازِن بحُنَيْن فعسى إن اختلطوا أن أصيب من محمد غِرّة، فأثأر منه، فأكون أنا الذي قمتُ بثأر قريش كلها. وأقول: لو لم يبق من العرب والعجم أحد إِلاّ اتَّبَعَ محمدًا مَا تَبعته. فكنتُ مرصدًا لما خرجتُ له، لا يزداد الأمر في نفسي إلا قوة، فلما اختلط الناس اقتحم رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، عن بَغلته، وأصلتُّ السيف فدنوتُ أريد ما أريد منه، ورفعت سيفي حتى كدت أُسَوِّرُه، فرفعَ لي شُوَظ من نار كالبرق كاد يَمْحَشُنِي فوضعتُ يدي على بَصَري خوفًا عليه، والتفتَ إِلَيَّ رسولُ الله، صَلَّى الله عليه وسلم، فنادى: "يا شَيْبَ ادنُ منِّي"، فدنوتُ فمسح صدري، ثم قال: "اللهم أعذه من الشيطان!" قال: فوالله لَهو كان ساعتئذ أحب إليَّ مِنْ سمعي وبَصري ونفسي، وأذهبَ الله ما كان بي. ثم قال: "ادنُ فقاتل".فتقدمتُ أمامه أضرب بسيفي، الله يعلم أني أحب أن أقيه بنفسي كل شيء، ولو لقيت تلك الساعة أبي لو كان حيًا لأوقعت به السيف، فجعلت ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون فكرّوا كَرّة رجل واحد، وقربت بغلة رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، فاستوى عليها، فخرَج في أثرهم حتى تفرّقوا في كل وجه، ورجع إلى معسكره فدخل خباءه فدخلتُ عليه، ما دخل عليه غيري، حُبًا لرؤية وجهه وسرورًا به فقال: "يا شَيْب الذي أراد بك الله خيرًا مما أردتَ بنفسك"، ثم حدّثنى بكل ما أضمرتُ في نفسي مما لم أكن أذكره لأحد قط. قال: فقلتُ فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، ثم قلتُ: استغفر لي يا رسول الله فقال: "غَفَرَ الله لك".
هذا الحديث لم نجد له تخريجا في الكتب التسعة