تسجيل الدخول

إباية بن أثال
1 من 1
روى أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده عن أبي هريرة قال: كان إسلام ثمامة بن أثال الحنفي أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم دعا الله حين عرض لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بما عرض أن يمكنه منه، وكان عرض لرسول الله وهو مشرك، فأراد قتله، فأقبل ثمامة معتمرًا وهو على شركه حتى دخل المدينة، فتحير فيها حتى أُخذ؛ فأُتيَ به رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأمر به فربط إلى عمود من عمد المسجد، فخرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عليه، فقال: "مَا لَكَ يَا ثُمَامُ هَلْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْكَ"؟ فقال: قد كان ذلك يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر، وإن تسأل مالًا تُعْطَه، فمضى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وتركه، حتى إذا كان من الغد مر به، فقال: "مَا لَكَ يَا ثُمَامُ"؟ قال: خير يا محمد؛ إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر، وإن تسأل مالا تعطه، ثم انصرف رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال أبو هريرة: فجعلنا المساكين، نقول بيننا: ما نصنع بدم ثمامة؟ والله لأكلة من جزور سمينة من فدائه أحب إلينا من دم ثمامة، فلما كان من الغد مر به رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "مَا لَكَ يَا ثُمَامُ"؟ قال: خير يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر، وإن تسأل مالًا تعطه، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَطْلِقُوهُ قَدْ عَفَوْتُ عَنْكَ يَا ثُمَامُ"(*)، وخرج ثمامة حتى أتى حائطًا من حيطان المدينة، فاغتسل فيه وتطهر، وطهر ثيابه ثم جاء إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد فقال: يا محمد، لقد كنت وما وجه أبغض إليّ من وجهك، ولا دين أبغض إليّ من دينك، ولا بلد أبغض إليّ من بلدك، ثم لقد أصبحت وما وجه أحب إليّ من وجهك، ولا دين أحب إليّ من دينك، ولا بلد أحب إليّ من بلدك؛ وإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله يا رسول الله، إني كنت خرجت معتمرًا، وأنا على دين قومي، فأسرني أصحابك في عمرتي؛ فسيِّرْني ــ صلى الله عليك ــ في عمرتي، فسيره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في عمرته، وعلَّمه، فخرج معتمرًا، فلما قدم مكة، وسمعته قريش يتكلم بأمر محمد، قالوا: صبأ ثمامة، فقال: والله ما صبوت ولكنني أسلمت وصدقت محمدًا وآمنت به، والذي نفس ثمامة بيده لا تأتيكم حبة من اليمامة ــ وكانت ريف أهل مكة ــ حتى يأذن فيها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وانصرف إلى بلده، ومنع الحمل إلى مكة، فجهدت قريش، فكتبوا إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم، إلا كتب إلى ثمامة يخلي لهم حمل الطعام؛ ففعل ذلك رسول الله. وكان ثمامة سيّد أهل اليمامة، وروى ابْنُ مَنْدَه، عن ابن عبّاس قصة إسلام ثمامة، ورجوعه إلى اليمامة، ومنعه عن قريش الميرة، ونزول قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: 76]، وإسناده حسن.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال