تسجيل الدخول


لبابة الصغرى

لبابة الصّغرى، وقيل: العَصْماء بنت الحارث بن حزن الهلاليّة، أم خالد بن الوليد سيف الله، وأخت لُبَابة الكبرى.
أخرجها أبو عمر. أمّها فاختة بنت عامر بن معتّب، وتزوّجها الوليد بن المغيرة بن عبد الله بمكّة فولدت له خالد بن الوليد سيف الله، وأسلمت بعد الهجرة، وبايعت رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم. قال ابن حجر العسقلاني في كتاب "الإصابة في تمييز الصحابة": قال أبُو عُمَرَ: في إسلامها وصحبتها نظر، وأقره ابن الأثير. وهو عجيب، وكأنه استبعده من جهة تقدُّم وفاة زوجها الوليد أن تكون ماتت معه أو بعده بقليل؛ وليس ذلك بلازم؛ فقد ثبت أنها عاشت بعد وفاة ولدها خالد؛ وذكر محمد بن إسحاق: أنه لما مات خالد بن الوليد؛ خرج عُمر في جنازته فإذا أمُّه تندبه وتقول:
أنْتَ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ ألْفٍ مِنَ القَوْ مِ إذَا مَا كُنْتَ فِي وُجُوهِ الرِّجَالِ
فقال عمر: صدقت وإن كان لكذلك. وقال سَيْفُ بْنُ عُمَرَ في "الرِّدَّةِ" و"الفُتُوحِ" بسندٍ له ذكر فيه قصة عزل خالد وإقامته بالمدينة؛ قال: فلما رأى عمرُ أنه قد زال ما كان يخشاه من افتتان الناس به عزم على أن يوليه بعد أن يرجع من الحجّ، فخرج معه خالد بن الوليد، فاستسقى خارجًا من المدينة، فقال: احدروني إلى مهاجري؛ فقدمت به أمه المدينة ومرضته حتى ثقل، فلقي عمرٌ لاق وهو راجع من الحجّ، فقال له: ما الخبر؟ فقال: خالد لما به، فطوى عمرُ ثلاثًا في ليلة فأدركه حين قضى، فرقَّ عليه واسترجع، فلما جهز بكته البواكي. قيل له: ألا تنهاهن! فقال: وما على نساء قريش أن تبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة. فلما أخرج بجنازته إذا امرأةٌ محرمة تبكيه وتقول: أنت خَيْرٌ مِنْ ألْفِ ألْفٍ... البيت المتقدم، وبعده:
أشُجَاعٌ فَأنْتَ أشْجَعُ مِنْ لَيْـ ـثٍ صِهْرِ ابنِ جَهْمِ أبِي أشْبَالِ
أجَوَادٌ فَأنْتَ أجْوَدُ مِنْ سَيْـ ـلٍ
أتَى
يَسْتَقِلُّ بَيْنَ الجِبَالِ
فقال عُمَرُ: من هذه؟ فقيل: أمه. فقال: أمه، والإله ـــ ثلاثًا، وهل قامت النساء عن مثل خالد!. وفي رواية: لما توفي خالد بن الوليد بكت عليه أمُّه، فقال عمر: يا أم خالد، أخالدًا أو أجره ترزئين! عزمت عليك إلا تثبت، حتى تسود يداك من الخضاب. وهذا مسند صحيح؛ وعلق البخاري قول عمر في النَّقْع واللقلقة في البكاء على خالد؛ لكن لم يسمِّ أمَّه. قال ابن حجر العسقلاني: "ومجموع ذلك يفيد أنها عاشت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أفيظن بها أنها استمرت على الكفر من بعد الفتح إلى أن مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ هذا بعيد عادة؛ بل يبطله ما تقدم أنه لم يبق بالحرمين ولا الطائف أحدٌ في حجة الوداع إلا أسلم وشهدها".
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال