تسجيل الدخول

عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي

التفاصيل عبد الله بن عامر بن كُرَيْز القرشيّ العبشميّ، ابن خال عثمان بن عفان‏:
أَورده علي بن سعيد العسكري في الأَفراد، وأَخرجه أَبو موسى. ويكنى أبا عبد الرحمن، ووُِلد عبدُ الله بن عامر بمكّة بعد الهجرة بأربع سنين، وقدم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مكّة عام القضاء سنة سبع معتمرًا فحُمل إليه ابن عامر وهو ابن ثلاث سنين، فحنّكه فتلمّظ وتَثَاءَبَ، فَتَفَلَ رسول الله في فيه وقال: "هذا ابن السّلَميّة؟" قالوا: نعم، قال: "هذا ابننا وهو أشبهُكم بنا وهو مُسْقًى".(*) فلم يزل عبد الله شريفًا، وأمّه دَجَاجَة بنت أسماء بن الصّلْت، وقد أتي عبد المطلب بن هاشم بأبيه عامر بن كريز، وهو ابنُ ابنته أم حكيم البيضاء، فتأمّلَه عبدُ المطلّب، وقال:‏ ما ولدنا ولدًا أحرص منه، وكانت أمُّ حكيم البيضاء بنت عبد المطلّب بن هاشم تحت كريز بن ربيعة بن حبيب، فولدت له عامرًا أبا عبد الله بن عامر، وأمُّ عثمان أروى بنت كريز، وأمها وأمّ عامر بن كريز البيضاء ــ أم حكيم بنت عبد المطلّب.
وَلد عبد الله بن عامر اثني عشر رجلًا وستّ نسوة: عبدَ الرحمن لأمّ ولد، قُتل يوم الجَمَل، وعبدَ الله؛ مات قبل أبيه، وعبدَ الملك، وزينب؛ وأمّهم كَيسة بنت الحارث بن كُريز؛ وأمّها بنت أرطاة بن عبد شُرَحْبِيل بن هاشم؛ وأمّها أرْوى بنت عبد المطّلب بن هاشم، وعبدَ الحكيم، وعبدَ الحميد؛ وأمّهما أمّ حبيب بنت سفيان بن عُويف، وعبدَ المجيد لأمّ ولد، وعبدَ الرحمن الأصغر، وهو أبو السنابل، وعبدَ السلام درج؛ وأمّهما أمّ ولد، وعبدَ الرحمن؛ وهو أبو النضْر لأمّ ولد، وعبدَ الكريم، وعبدَ الجبّار، وأمةَ الحميد؛ وأمّهم هند بنت سُهيل بن عمرو، وأمّها الحَنْفَاء بنت أبي جهلِ بن هشام بن المُغيرة؛ وأمّها أرْوَى بنت أسيد بن أبي العِيص، وأمَّ كلثوم بنت عبد الله؛ وأمّها أمة الله بنت الوارث بن الحارث، وأمةَ الغفّار بنت عبد الله؛ وأمُّها أمّ أبان بنت مَكْلَبة بن جابر، وعبدَ الأعلى بن عبد الله، وأمةَ الواحد لأمّ ولد، وأمَّ عبد الملك وأمّها من بني عُقيل، وُلد له عبد الرحمن وهو ابن ثلاثَ عشرة سنة.
وهو أوّل من لبس الخزّ بالبصرة، لبس جبّة دكناء فقال الناس: لبس الأمير جلد دُبّ، ثمّ لبس جبّة حمراء فقالوا: لبس الأمير قميصًا أحمر، وربّما غزا فيقع الِحمْل في العسكر فينزل فيصلحه، ووجّه ابنُ عامر عبدَ الرحمن بن سَمُرة بن حبيب إلى سِجسْتَان فافتتحها صُلحًا، على أن لا يُقْتل بها ابنُ عِرْس، ولا قُنْفُذ، وذلك لمكان الأَفعى بها إنّهما يأكلانها، ثمّ مضى إلى أرض الدَّاوَر فافتتحها، ثمّ كان ابن عامر يغزو أرض البارز، وقلاع فارس، وقد كان أهل البَيْضاء من إِصْطَخْر غلبوا عليها، فسار إليها ابن عامر فافتتحها ثانية، وافتتح جُور، والكارِيان، والفِنْسَجان، وهما من دارأبْجِرْد، ثمّ تاقت نفسه إلى خراسان فقيل له: بها يَزْدَجِردْ بن فيروز بن شَهْرِيار بن كِسْرَى، ومعه أساورة فارس، وقد كانوا تحمّلوا بخزائن إلى كِسْرى، حيث هُزِم أهل نهاوَنْد، فكتب في ذلك إلى عثمان، فكتب إليه عثمان أنْ سِرْ إليها إنْ أردتَ، قال: فتجهَّز وقطع البعوث ثمّ سار، واستخلف أبا الأسود الدّؤلي على البصرة على صَلَاتها، واستخلف على الخراج راشدًا الجُديديّ ــ من الأزد، ثمّ سار على طريق إِصْطَخر، ثمّ أخذ فيما بين خراسان، وكَرْمان، حتى خرج على الطّبَسَين ففتحهما، وعلى مقدّمته قيس بن الهَيْثَم بن أسماء، ومعه فتيان من فتيان العرب، ثمّ توجّه نحو مَرْو فوجّه إليها حاتم بن النعمان الباهلي، ونافع بن خالد الطاحي فافتتحاها، كلّ واحدٍ منهما على نصف المدينة، وافتتحا رستاقها عنوةً، وفتحا المدينة صلحًا، وقد كان يزدجرد قُتل قبل ذلك، خرج يتصيّد فمرّ بنقّار رَحًى فَضَرَبه، قال فلم يزل يضربه النقّار بفأس فنثر دماغه، ثمّ سار ابن عامر نحو مَرْو الرّوذ فوجّه إليها عبد الله بن سوّار بن همّام العبدي فافتتحها، ووجّه يزيد الحَرَشَى إلى زام، وباخَرْز، وجُوَين فافتتحها جميعًا عَنْوَة، ووجّه عبد الله بن خازم إلى سَرَخْس فصالحه مرزبانهم، وفتح ابن عامر أبْرَشَهْر عنوة، وطوس، وطَخارِسْتان، ونَيْسابور، وبوشَنْج، وباذَغيس، وأَبِيوَرْد، وبَلْخ، والطالَقان، والفارِياب، ثمّ بعث صَبِرة بن شَيْمَان الأزدي إلى هراة فافتتح رساتيقها ولم يقدر على المدينة، ثمّ بعث عمران بن الفَصِيْل البُرْجُمي إلى آمُل فافتتحها، ولم تحتمله البصرة فكتب إلى عثمان يستأذنه في الغزو فَأَذِن له، فكتب إلى ابن سَمُرة أنْ تقدّمْ، فتقدّم فافتتح بُسْت، وما يليها، ثمّ مضى إلى كابُل،وزابُلِسْتان فافتتحهما جميعًا، وبعث بالغنائم إلى ابن عامر، وافتتح ابن عامر خراسان، وقتل كسرى في ولايته، وأحرم من نيسابور شكرًا لله تعالى ".
وخَلَّف ابنُ عامر الأحنف بن قيس على خراسان فنزل مَرْو في أربعة آلاف، ثمّ أحرم ابن عامر بالحجّ من خراسان، فكتب إليه عثمان يتوعّده، ويضعّفه، ويقول: تعرّضتَ للبلاء، حتى قدم على عثمان فقال له: صِلْ قومك من قريش، ففعل، وأرسل إلى عليّ بن أبي طالب بثلاثة آلاف درهم وكسوة، فلمّا جاءته قال: الحمد لله إنّا نرى تراث محمّد يأكله غيرُنا فبلغ ذلك عثمان فقال لابن عامر: قبّح الله رأيك! أترسل إلى عليّ بثلاثة آلاف درهم؟ قال: كرهتُ أن أُغْرِق ولم أدرِ ما رأيك؟ قال: فأغْرِقْ، قال: فبعث إليه بعشرين ألف درهم وما يتبعها، قال: فراح عليّ إلى المسجد فانتهى إلى حلقته، وهم يتذاكرون صلاتِ ابن عامر هذا الحيّ من قريش، فقال عليّ: هو سيّد فتيان قريش غير مدافع، قال: وتكلّمت الأنصار فقالت: أَبَتِ الطُّلَقاء إلا عداوةً، فبلغ ذلك عثمان فدعا ابن عامر فقال: أبا عبد الرحمن، قِ عِرْضَك، ودارِ الأنصارَ، فألْسِنتهم ما قد علمتَ، قال: فأفشى فيهم الصلاتِ والكُسى فأثنوا عليه، فقال له عثمان: انصرفْ إلى عملك، قال: فانصرف والناس يقولون: قال ابنُ عامر، وفعل ابنُ عامر، فقال ابن عُمَر: إذا طابت المَكْسِبَة زَكَت النفقة.
وهو الذي سيّر عامر بن عبد قيس العَنْبَري من البصرة إلى الشأم بأمر عثمان بن عفّان، وهو الذي اتّخذ السوق للناس بالبصرة ــ اشترى دورًا فهدمها وجعلها سوقًا، وهو أوّل من اتّخذ الحياض بعَرَفَة، وأجرى إليها العينَ، وسقى الناس الماءَ فذلك جارٍ إلى اليوم، وكان سخيًّا كريمًا حليمًا، كثير المال، والولد، وَصُولًا لقومه ولقرابته، مُحَبَّبًا فيهم رحيمًا، ميمون النّقيبة، كثير المناقب، وكان لا يعالج أرضًا إلا ظهر له الماء، وهو الذي عمل السّقايات بعرفة، وَقَالَ ابْنُ مَنْدَه في الصحابة: مات النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم وله ثلاث عشرة سنة، كَذَاَ قَالَ: وهو خطأ واضحٌ؛ فقد ذكر عمر بن شبّة في أخبار البصرة أن النبيَّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم وجدَ يَوْمَ الفتح عند عُمير بن قتادة اللّيثي خَمْسَ نسوة؛ فقال: فَارِقْ إحداهن، ففارق دجاجة بنت الصلت، فتزوّجها عامر بن كُريز، فولدت له عبد الله، فعلى هذا كان له عند الوفاة النبوية دون السنتين، وهذا هو المعتمد".
وليست له رواية في الكتب الستة، لكن أشار البخاري إلى قصة إحرامه فقال في باب قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: 197] من كتاب الحج: وقال ابن عباس: من السنة أَلاَّ يُحْرِم بالحج إلا في أشهر الحج، وكره عثمان أن يحرم مِنْ خراسان أو كرمان، وأخرج عبد الرزاق، مِنْ طريق محمد بن سيرين، قال: أَحرمَ عبدُ الله بن عامر من خراسان، فقدم على عثمان فلامه، وقال: غررت بنسكك، وفي رواية الْبَيْهَقِيّ: أنَّ عبد الله بن عامر بن كريز حين فتح خراسان قال: لأجعلنَّ شكرى لله أن أخرجَ من موضعى مُحْرِمًا، فأحرم مِنْ نيسابور؛ فلما قدم على عثمان لامَه على ما صنع، وقال ابن حجر العسقلاني: "قد روى عن النبي صَلَّى الله عليه وآله وسلم وما أظنه رآه ولا سمع منه، كذا قَالَ: وَأَثْبَت ابْنُ حِبَّان له الرؤية؛ وهو كذلك. وأخرج ابن قانع عن عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عامر: أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ"(*) قال ابن حجر العسقلاني: وليس في السياق تصريح بسماعه فهو مرسل.
ولم يزل عبد الله واليًا على البصرة إِلى أَن قُتل عثمان، فلما سمع ابن عامر بقتله حَمَل ما في بيت المال وسار إِلى مكة، فوافى بها طلحة، والزبير، وعائشة وهم يريدون الشام، فقال: بل ائتوا البصرة فإِن لي بها صنائع، وهي أَرض الأَموال، وبها عَدَدُ الرجال، فساروا إِلى البصرة، وشهد وَقعَة الجملِ معهم، فلما انهزموا سار إِلى دمشق فأَقام بها، فلمّا نشب الناس في أمر عثمان دعا ابن عامر مجاشعَ بن مسعود فعقد له على جيش إلى عثمان، فساروا حتى إذا كانوا بأداني بلاد الحجاز خرجت خارجة من أصحابه فلقوا رجلًا فقالوا: ما الخبر؟ قال: قُتل عدوّ الله نَعْثَل، وهذه خُصْلة من شعره، فحمل عليه زُفَر بن الحارث، وهو يومئذ غُلام مع مُجاشِع بن مسعود، فقتله، فكان أوّل مقتول قُتل في دم عثمان، ثم رجع مجاشع إلى البصرة، فلمّا رأى ذلك ابنُ عامر حمل ما في بيت المال، واستخلف على البصرة عبد الله بن عامر الحَضْرَمِيّ، ثمّ شخَصَ إلى مكّة، فوافَى بها طلحة، والزّبير، وعائشة، وهم يريدون الشأم فقال: لا بل ائْتُوا البصرة، فإنّ لي بها صنائع، وهي أرض الأموال، وبها عدد الرجال، والله لو شئتُ ما خرجتُ منها حتى أضرب بعض الناس ببعض، فقال له طلحة: هلاّ فعلتَ، أشفقتَ على مناكب تَميم؟! ثمّ أجمع رأيهم على المسير إلى البصرة، ثمّ أقبل بهم، فلمّا كان من أمر الجَمَل ما كان، وهُزم الناس جاء عبد الله بن عامر إلى الزبير فأخذ بيده فقال: أبا عبد الله، أنشدك الله في أمّة محمد، فلا أمّة محمد بعد اليوم أبدًا، فقال الزبير: خَلّ بين الغارَيْن يضطربان، فإنّ مع الخوف الشديد المَطامع، فلحق ابن عامر بالشأم حتى نزل دمشق، وقد قُتل ابنه عبد الرحمن يوم الجمل وبه كان يكنى، فقال حارثة بن بدر أبو العَنْبَس الغُداني في خروج ابن عامر إلى دمشق‏:
أتاني من الأنْباءِ أنّ ابنَ عامــرٍ أناخَ وألْقَى في دمَشْقَ المَراسِيَــا
يُطيفُ بحَمّامَيْ دمشقَ وقَصْرِهِ بعيشك إن لم يأتك القومُ رَاضِيَـا
رأى يوْمَ إنْقاء الفِراضِ وَقيعَـــةً وكـان إليهـا قبـْلَ ذلكَ دَاعيَــــــــا
كأنّ الشّريجيّات فوْق رءُوسهم بَوَارِقُ غيثٍ راحَ أو طَفّ دانيا
فنـدّ نَديدًا لم يرَ النّـــــــاسُ مثلَهُ وكـان عِراقِيـًّا فأصْبَحَ شامِيـــا
ولمّا وَلِيَ عثمانُ بن عفّان الخلافَة أقّر أبا موسى الأشعريّ على البصرة أربع سنين كما أوصى به عمر في الأشعريّ أن يُقَرَّ أربَع سنين، ثمّ عزله عثمان، وولَّى البصرة ابنَ خاله عبد الله بن عامر بن كريز، وهو ابن خمسٍ وعشرين سنة، وكتب إلى أبي موسى: إنّي لم أعزلك عن عَجْزٍ، ولاخيانة، وإني لأحفظ فِيك استعمال رسول الله، وأبي بكرٍ، وعمرَ إيّاك، وإنّي لأعرف فضلك، وإنّك من المهاجرين الأوّلين، ولكنّي أردتُ أن أصلَ قرابة عبد الله بن عامر، وقد أمرتُه أن يعطيك ثلاثين ألف درهم، فقال أبو موسى: والله لقد عزلني عثمان عن البصرة وما عندي دينار ولا درهم حتى قَدِمَتْ عليّ أعطية عيالي من المدينة، وما كنت لأفارق البصرة، وعندي من مالهم دينار، ولا درهم، ولم يأخذ من ابن عامر شيئًا، فأتاه ابن عامر فقال: يا أبا موسى ما أحد من بني أخيك أعرف بفضلك منّي، أنت أمير البلَد إن أقمتَ والموصول إن رحلتَ، قال: جزاك الله يا ابن أخي خيرًا، ثمّ ارتحل إلى الكوفة، ولم يزل ابن عامر ينتقص شيئًا شيئًا من خراسان حتى افتتح هَراة وبُوشَنْج وسَرْخَس وأبْرَشَهْر والطالَقان والفارِياب وبَلْخ، فهذه خراسان التي كانت في زمن ابن عامر وعثمان، فلمّا استُعتب عثمان مِنْ عمّاله كان فيما شرطوا عليه أن يُقِرّ ابن عامر بالبصرة لتحبّبه إليهم وصِلتَه هذا الحيّ من قريش.
وقال صالح بن الوجيه، وخليفة بن خياط‏:‏ وفي سنة تسع وعشرين عزل عثمان أبا موسى الأشعريّ عن البصرة، وعثمان بن أبي العاص عن فارس، وجمع ذلك كله لعبد الله بن عامر بن كريز،‏ وقال صالح‏:‏ وهو ابن أربع وعشرين سنة، ولمّا خرَج ابن عامر عن البصرة بعثَ عليّ إليها عُثمان بن حُنَيف الأنصاري، فلم يزل بها حتى قدم عليه طلحة، والزّبير، وعائشة، ولم يزل عبد الله بن عامر مع معاوية بالشأم ولم يـُسْمَعْ له بذكرٍ في صِفّين، ولكنّ معاوية لمّا بايعه الحسن بن عليّ ولّى بُسْر بن أبي أرطاة البصرة ثمّ عزله، فقال له ابن عامر: إنّ لي بها ودائع عند قوم فإنْ لم تولّني البصرة ذهبتْ، فولاّه البصرة ثلاث سنين. وقال أبو اليقظان:‏ قدم ابن عامر البصرة واليًا عليها، وهو ابنُ أربع أو خمس وعشرين سنة، ولم يختلفوا انه افتتح أطرافَ فارس كلّها، وعامة خراسان، وأصبهان، وحلوان، وكرمان، وهو الذي شقّ نهْر البصرة، ولم يزل واليًا لعثمان على البصرة إلى أن قُتل عثمان رضيَ الله عنه، وكان ابن عمته، لأنّ أمّ عثمان أروى بنت كُريز، ثم عقد له معاوية على البصرة، ثم عزله عنها، وكان أحدَ الأجْوَادِ، وأوصى إلى عبد الله بن الزّبير، وماتَ قبْلَه بيسير، وهو الذي يقول فيه زياد يرثيه:‏
فَإِنَّ الّذي أَعْطَى العِرَاقَ ابْنُ عَامِرٍ لرَبِّي الَّذِي أرْجُو لِسَتْرِ مَفَاقِـرِي
وفيه يقول زياد الأعجم:
أَخٌ لَكَ لاَ تَرَاهُ الدَّهْر َ إِلاَّ
عَلَى العَلاَّتِ
بَسَّامًا جَوَادا
أَخٌ لَكَ مَا مَوَدَّتُهُ
بِمـزْقٍ
إِذَا مَا عَادَ فَقْرُ أَخِيهِ عَادَا
سَأْلْنَاهُ الجَزِيلَ
فَمَا تَلَكَّـا
وَأَعْطَى فَوْقَ مُنْيَتِنَـا وَزَادَا
وَأَحْسَنَ ثُمَّ أَحْسَنَ ثُمَّ عُدْنَا فَأَحْسَنْ ثُمَّ عُدْتُ لَهُ فَعَـادا
مِرِارًا مَا رَجَعْتُ إِلَيهِ إِلاَّ
تَبسَّمَ ضَاحِكًا وَثَنى الوِسَادَا
ومات ابن عامر قبل معاوية بسنة فقال معاوية: يرحم الله أبا عبد الرحمن، بمن نفاخر وبمن نباهي؟!، وتوفِّيَ ابنُ عامر سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وخمسين.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال