أبو البختري الطائي
أبو البَخْتَري الطائي، واسمه: سعيدُ بن أبي عمران، وقيل: سعيد بن جُبير.
وهو مولى لبني نَبْهان من طَيِّئ، روى ابن سعد عن عَمْرو بن مُرّة، قال: لمّا كان يوم الجَماجم أراد القُرّاء أن يؤمّروا عليهم أبَا البَخْتري، فقال أبو البختري: لا تفعلوا فإنّي رجل من الموالي فأمّروا عليكم رجلًا من العرب. وروى أيضًا ابن سعد، عن عطاء بن السائب أنّ أبا البختري وأصحابه كان أحدهم إذا سمع ثناء عليه، وعرض له عُجْبٌ في قَلْبه، ثَنى منكبيه، وقال: خشعتُ لله. وربّما قال حمّاد: ثنى ظهره. وقال ابن سعد، عن عطاء بن السائب، قال: كان أبو البختري يستمع النوح ويبكي. وروى ابن سعد، عن الرّبيع بن حسّان، قال: رأيتُ أبا البختري يصلّي في قباء. قال محمّد بن سعد، قال حجّاج عن شُعْبة قال: لم يدرك أبو البختري عليًّا ولم يره. وقال عبد الله بن إدريس عن شعبة قال: سألتُ الحكم بن عُتيبة عن زاذان، فقال: أكثر. قال: وسألتُ سَلَمة بن كُهيل، فقال: أبو البختري أعجبُ إليّ منه. وكان أبو البختري كثير الحديث، يُرْسِلُ حديثه، ويروي عن أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. ولم يسمع من كبيرِ أحدٍ، فما كان من حديثه بلفظ "سمعت" فهو حَسَنٌ، وما كان بلفظ "عن" فهو ضعيف. وشهد أبو البختري مع عبد الرحمن بن الأشعث يوم الدُّجيل، وقُتِل يومئذٍ سنة ثلاثٍ وثمانين.