تسجيل الدخول


أكثم بن الجون

أكْثَمُ بن الجَوْن، وقيل: ابن أبي الجون، وقيل: ابن عبد العزى بن منقذ الخزاعي، وقيل: هو أبو معبد الخزاعي، زوج أم معبد، وهو عم سليمان بن صُرَد الخزاعي، رأس التوابين الذي قتل بعين الوردة طالبًا بثأر الحسين بن علي عليهما السلام.
روى أبو هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَرَأيْتُ فَيها عَمْرو بنَ لُحَيّ بن قَمَعة بن خندف يَجُرُّ قُصبهُ في النَّارِ، وهُوَ أوَّلُ مَنْ غَيَّرَ عَهْدَ إبْراهيمِ فَسيَّبَ السَّوائِبَ، وَبَحَّر البَحَائِرَ، وَحَمَى الحَامِي، وَنََََصَبَ الأوْثَانَ، وَأشبَهُ مَنْ رَأيْتُ به أكْثَمُ بنُ أبِي الجَوْن"، فقال أكثم: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال: "لا، إنَّكَ مُسْلِمٌ، وَهُوَ كَافِرٌ"(*) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 224، 6/ 69 ومسلم في الصحيح 4/ 2191 كتاب الجنة باب 13 حديث رقم 50/ 2856 والحاكم 4/ 605، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34095 وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 338. قال ابن الكلبي في "الجمهرة": هو الذي قال فيه النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "رُفعَ لِي الدَّجَّالُ، فَإذَا رَجُلٌ آدَمُ جَعْد، وَأشبَهُ بَنِي عَمْرو بن كعب به أكثم بن عبد العزى" فقام أكثم، فقال: يا رسول الله، أيضرني شبهي إياه شيئًا؟ قال: "لَا، أنْتَ مُسْلِمٌ وَهُوَ كَافِرٌ"(*). قال ابن حجر العسقلاني: وهذا ظاهره يخالف ما تقدم، ويمكن أن يكون الضمير في قوله "به" لعمرو بن كعب، وهو عمرو بن لُحَيّ، فلا يتخالفان، فكأنهما حديثان مستقلان: أحدهما في صفة الدجّال، والآخر: في شبه عمرو بن كعب. والذي ورد أنه يشبه الدَّجَّال عبد العزى بن قَطَن.
وروى أكثم، أنه قال: قال لي رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلّم‏: ‏"يَا أَكْثَمُ بْنُ الْجَوْنِ، اغْزُ مَعَ قَوْمِكَ يَحْسُنُ خُلُقُكَ، وَتُكْرمُ عَلَى رُفَقَائِكَ‏"(*).‏‏ وفي رواية أخرى: ‏"اغْزُ مَعَ غَيْرِ قَوْمِكَ‏"(*).‏ وروى أكثم، أنه قال: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّه، فُلَانٌ لَجَرِيءٌ فِي القِتَالِ قَالَ: "هُوَ فِي النَّارِ"، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولُ الله، فُلَانٌ فِي عِبَادَتِهِ، وَاجْتِِهَادِهِ، وَلِينِ جَانِبِهِ فِي النَّارِ، فَأَيْنَ نَحْنُ؟ قَالَ: "إِنَّ ذَاكَ اخْتَارَ النِّفَاقَ، وَهُوَ فِي النَّارِ"، قَالَ: فَكُنَّا نَتَحَفّظُ عَلَيْهِ فِي القَتْلِ، فَكَانَ لَا يَمُرُّ بِهِ فَارِسٌ، وَلَا رَاجِلٌ إِلَّا وَثَبَ عَلَيْهِ، فَكَثُرَ جِرَاحُهُ، فَأَتَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّه، اسْتَشْهَدَ فُلَانٌ، قَالَ: "هُوَ فِي النَّارِ"، فَلَمَّا اشْتَدَّ بِهِ أَلَمُ الجِرَاجِ أَخَذَ سَيْفَهُ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ ثَدَيْيهِ، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ ظَهْرِهِ، فَأَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللُّه، فَقَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لِيَعمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَإِنَّهُ لِمَنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لِيعمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّهُ لِمَنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، تَدركه الشقوة، والسعادة، عند خروج نفسه فيختم له بها"(*) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 91. والترمذي في السنن 1/ 423 كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء فيمن يسمع النداء فلا يجيب حديث رقم 218. وأحمد في المسند 2/ 160، والبيهقي في السنن 3/ 266. والطبراني في الكبير 1/ 274، وابن أبي شيبة 12/ 491، وعبد الرازق حديث 9504. وهذه القصة وقعت بخيبر، فيستفاد من ذلك أنَّ أكثم بن أبي الجون شهدها.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال