تسجيل الدخول


جرهم

أبو ثعلبة الخشني:
صحابي مشهور، معروف بكنيته، واختلف في اسمه اختلافًا كثيرًا، وكذا في اسم أبيه، فقيل اسمه: جُرْهُم، وقيل: جُرْثُم، وقيل: جُرْهُوم، وقيل: جُرْثُوم، وقيل: جُرْثُومة، وقيل: زيد، وقيل: عمر، وقيل: سق، وقيل: لاسق، وقيل: لاسر، وقيل: لاس، وقيل: لاشوم، وقيل: لاشومة، وقيل: ألاشق، وقيل: ألاشر، وقيل: ألاشير ألاحين، وقيل: ناشر، وقيل: ناشب، وقيل: غرنوق، واختلف في اسم أبيه؛ فقيل: عمرو، وقيل: قيس، وقيل: ناسم، وقيل: لاسم، وقيل: لاسر، وقيل: ناشب، وقيل: ناشر، وقيل: جرهم، وقيل: جرهوم، وقيل: حمير، وقيل: جرثوم، وقيل: جرثومة، وقيل: جلهم، وقيل: عبد الكريم؛ كذا في كتاب ابن سعد، وذكر ابن حجر أنه لم يقف على اسم جده، وثعلبة منسوب إلى بني خُشَين، واسمه وائل بن النمر بن وبرة، وقال ابْنُ الكَلْبِيِّ: هو من ولد لَيْوَان بن مُرّ بن خُشَين، وقال ابن الكلبيّ:‏ أبو ثعلبة لاشر بن جرهم، أبو ثعلبة الحنفي، وسماه مسلم بن الحجاج لاشر بن حِمْير أَبو ثَعْلَبة الخُشَنِيّ، وقيل: جرهم بن ناشم، وقيل: جرثوم، وقال ابن البرقي: جُرْثوم بن لاشر بن النّضر، أبو ثعلبة الخشنيّ، ونسَبُه في خُشين إلى الحافِ بن قضاعة بن مالك، وقال أحمد بن زهير: سمعت أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعين يقولان: أبو ثعلبة الخشنيّ جُرْهم بن ناشر، قال أحمد بن حنبل: وبلغني عن أبي مُسْهر عن سعيد بن عبد العزيز أنه قال: أبو ثعلبة الخشنيّ جُرْثوم، وقال أحمد بن زهير: وبلغني أنه ابن ناشم، وابن ناشب‏، وقيل: لاشر بن جرثومة، قال أبو عمر: اختلفوا في اسمه، واسم أبيه كما ترى.
أَخرجه ابن منده، وأَبو نعيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى. وذكر ابْنُ البَرْقِيِّ تبعًا لابْنِ الكَلْبِيِّ أن أبا ثعلبة كان ممن بايع رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم تحت الشجرة بيعة الرّضوان، وضرب له بسهم يوم خَيْبَر، وأرسله رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى قومه فأسلموا، وأخوه عمرو بن جرهم أسلم على عَهْدِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهما من ولد ليوان بن مرة بن خشين، فقد أخرج ابْنُ سَعْدٍ بسندٍ له إلى محجن بن وهب؛ قال: قدم أبو ثعلبة على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو يتجهز إلى خَيْبر، فأسلم، وخرج معه فشهدها، ثم قدم بعد ذلك سبعة نَفَر من قومه؛ فأسلموا ونزلوا عليه. وشهد الحديبية، وسكن أبُو ثَعْلَبَة الشام، وقيل حمص. وروى عفّان بن مسلم، عن أبي ثعلبة الخشنيّ أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رأى في إصبعه خاتمًا من ذهب، فجعل يَقْرَع يده بعودٍ معه فعَقَل النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فأخذ الخاتم فرمى به فنظر النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فلم يرَه في يده، فقال: "ما أرانا إلا وقد أوجعناك وأغرمناك"(*)، وقال أبُو عَلِيٍّ الخَوْلاَنِيُّ: كان ينزل داريًا، وأخرج ابن عساكر، عن ابن عائذ قال: قال ناشرة بن سُمَي: ما رأينا أصدق حديثًا من أبي ثعلبة! لقد صدقنا حديثه في أفنية الأودية؛ قال علي: وكان لا يأتي عليه ليلة إلا خرج ينظر إلى السماء فينظر كيف هي، ثم يرجع فيسجد. روَى أبو ثعلبة عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم عدة أحاديث، منها في الصحيحين من طريق ربيعة بن يزيد: قلت: يا رسول الله، إنا بأرض قَوْمٍ من أهل الكتاب نأكل في آنيتهم، وأرضِ صيد أصيد بقوسي وأصيد بكلبي المُعْلَم وبكلبي الذي ليس بمعلم، فأخبرني بالذي يحلُّ لنا من ذلك... الحديث(*)، وروى أَبو منصور مسلم بن علي بن محمد الشاهد، عن أَبي ثعلبة الخُشَني، عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ حُدُودًا فَلَا تَعْتَدُوهَا، وَحَرَّمَ حُرَمَاتٍ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ فَلَا تَبْحَثُوا عَنْهَا"(*) أخرجه أحمد في المسند 4/305 وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (34029) وعزاه للبغوي والحسن بن سفيان والطبراني والحاكم.، وروى عنه أبو إدريس الخولاني، وأبو أمية الشعباني، وأبو أسماء الرحبي، وسعيد بن المسيب، وجُبير بن نفير، وأبو قلابة، ومكحول، وآخرون، ومنهم من لم يدركه. وقال أبُو الحَسَنِ بْنُ سُمَيْعٍ: بلغني أنه كان أقدم إسلامًا من أبي هريرة، وعاش بعد النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ولم يقاتل بصفين مع أحد الفريقين، ومات في أول خلافة معاوية؛ كذا قال، والمعروف خلافه، وقيل: مات في إِمْرَةِ يزيد، وقيل: إنه تُوفِّي في سنة خمس وسبعين في إمْرَةِ عبد الملك، والأكثر أنه مات في خلافة معاوية، وروى أبو الزَّاهِرِيَّة قال: قال أبو ثعلبة: إني لأرجو الله ألا يخنقني كما أراكم تُخنقون عند الموت، قال: فبينما هو يصلي في جوف اليل قُبض وهو ساجد، فرأت ابنتُه في النوم أن أباها قد مات، فاستيقظت فَزِعَة فنادت: أين أبي، فقيل لها في مصلاه، فنادته فلم يجبها، فأتته فوجدته ساجدًا فأنبهته فحركته فسقط ميتًا وذكر قَاسِمُ بْنُ ثَابِتٍ في"الدَّلائِلِ"، عن سعيد بن عبد العزيز أن أبا ثعلبة الحنفي كان يقول: إني لأرجو ألا يخنقني الله بالموت كما يخنقكم، قال: فبينما هو في صرحة داره إذ قال: هذا رسول الله يا عبد الرحمن لأخِ له تُوفي في زمن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ثم أتى مسجد بيته، فخرَّ ساجدًا فقبض، وقال أبُو عُبَيْدٍ، وابْنُ سَعْدٍ، وَخِليفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، وهَارُونُ الحَمَّالُ، وأبُو حَسَّانٍ الزَّيَادِيُّ: مات سنة خمس وسبعين.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال