جندب بن عبد الله بن زهير
جُنْدب بن زُهَيْر بن الحارث الأزدي الغامدي، ويقال: جندب بن عبد الله بن زهير.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: ذكره البغوي. قيل في نسبه العامري، فخطأه ابن حجر وقال: هو الغامديّ لا العامري، وغامد: بطن من الأزد.
قال أبو عمر: قيل إن الذي قتل الساحر بين يدي الوليد بن عقبة بن أبي معيط هو: جندب بن زهير؛ قاله الزبير بن بكار، وقيل: جندب بن كعب، وهو الصحيح، قال: وقد اختلف في صحبة جندب بن زهير؛ فقيل: له صحبة، وقيل: لا صحبة له. روي عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق، فذكر بخير ارتاح له؛ فزاد في ذلك لقالة الناس، فأنزل الله تعالى ذلك: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف/ 110] وكان فيمن سيَّره عثمان رضي الله عنه من الكوفة إلى الشام. أتى النبي صَلَّى الله عليه وسلم مع عُميرُ بن الحارث الأزدي في نفَرٍ من قومه، منهم: مِخْنف بن سليم، وعبد الله بن سليم، وجندب بن كعب، وغيرهم. وروى عَلِيُّ بنُ سَعْدٍ في "الطَّاعَةِ والمَعْصيَةِ" عن ابن عباس، قال: قام رجل من الأزد يقال له جنُدب بن زهير الغامديّ إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: بأبي وأمي، إني لأرجع من عندك فلم تقرّ عيني بمالِ ولا وَلد حتى أرجع فأنظر إليك، فأنّّى لي بك في غمار القيامة؟ فذكر حديثًا طويلًا في أهوال يوم القيامة.
وتكلموا في حديثه.
رُوي أنه كان مع عليّ يوم الجَمَلَ. وذكر ابن دُرَيد في "أماليه" بسنده إلى أبي عبيدة عن يونس، قال: كان عبد الله بن الزبير اصطَّفنا يوم الجمل، فخرج علينا صائح كالمنْتَصِح من أصحاب عليّ، فقال: يا معشر فتيان قريش، أُحذّركم رجلين: جندب بن زهير الغامدي. والأشْتَر؛ فلا تقوموا لسيوفهما، أما جندب فرجل رَبْعَة يجرّ دِرْعَه حتى يعفِّي أثره. وكان على رجَّالة صفين مع علي، وقتل في تلك الحرب بصفين.