تسجيل الدخول

كعب بن زهير

التفاصيل خرج كعب وأخوه بُجَيْر بن زهير إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى بلغا أبرق العزاف، فقال كعب لبجير: ألْقَ هذا الرّجل وأنا مقيم لك هنا، فقدم بُجير على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وفي رواية: أن بُجَيرًا هو الذي قال لكعب: اثبُت أَنت في غنمنا في هذا المكان حتى أَلقى هذا الرجل ــ يعني: رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ــ فأَسمع ما يقول، فثبت كعب وخرج بُجَير، فجاءَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فعرضَ عليه الإسلام، فأَسلم، فبلغ ذلك كعبًا فقال: أَلاَ أَبْلِغَا عَنِّي بُجَيرًا رِسَالَةً عَلَى أَيِّ شَيْءٍ وَيْبَ غَيْرِكَ دَلَّكَا عَلَى خُلُقٍ لَمْ تُلْفِ أُمًّا وُلاَ أَبًا عَلَيْهِ وَلَمْ تُدْرِكْ عَلَيه ِ أَخًا لَكَا فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ‏"‏أَجَل، لَمْ يُلْفِ عَلَيْهِ أَبَاهُ وَلَا أُمَّهُ‏"، وفيها: سَقَاكَ أَبُو بَكْر ٍ بِكَأْسٍ رَوِيَّةٍ وَأَنْهَلَكَ الْمَأْمُورُ مِنْهَا وَعَلَّكَا فلما بلغت أَبياته هذه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَهدر دَمه، وقال: "مَنْ لَقِيَ كَعْبًا فَلْيَقْتُلْهُ"، فكتب بذلك بُجَير إِلى أَخيه، وقال له: "النجاءَ، وما أَراك تفلت!" ثم كتب إِليه أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لا يأَتيه أَحد يشهد أَن لا إِله إِلا الله وأَن محمدًا رسول الله إِلا قبل منه، وأَسقط ما كان قبل ذلك، فإِذا أَتاك كتابي هذا فأَقبلْ وأَسْلِم: فأَقبل كعب بعد انصراف النبي صَلَّى الله عليه وسلم من الطّائف حتى أَناخ راحلته بباب مسجد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثم دخل المسجد ورسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم بين أَصحابه، مكان المائدة من القوم، حلقة دون حلقة، يقبل إِلى هؤلاءِ مرة فيحدّثهم، وإِلى هؤلاءِ مرة فيحدثهم؛ قال كعب: فدخلت وعرفتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بالصفة، فتخطيت حتى جلست إِليه، فأَسلمت، وقلت: الأَمانَ يا رسول الله، قال: "وَمَنْ أَنْتَ"؟ قلت: كعبُ بن زهير، قال: "أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ؟" والتفت إِلى أَبي بكر، وقال: "كيف يا أَبا بكر"؟ فأَنشده أَبو بكر الأَبيات، فلما قال: وَأَنْهَلَكَ الْمَأَمُورُ مِنْهَا وَعَلَّكَا قال: قلت: يا رسول الله، ما هكذا قلت! قال: "كيف قلت"؟ قال: قلت: وَأَنْهَلَكَ الْمَأَمُونُ مِنْهَا وَعَلَّكَا قال: مأْمون والله، وأَنشده القصيدة: بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي اليَوْمَ مَتْبُولُ مُتَيَّمٌ إِثْرَهَا لَمْ يُفْدَ مَكْبُولُ فلما بلغ إلى قوله: إِنَّ الرَّسُولَ لَسَيفٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ مُهَنَّدٌ مِنْ سُيُوفِ الْلَّهِ مَسْلُولُ أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ الْلَّهِ أَوْعَدَنِي وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ الْلَّهِ مَأْمُولُ ومنها: فِي فِتْيةٍ مِنْ قُرَيشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا زُولُوا قال الخليل: أي قال لهم: هاجرُوا إلى المدينة ــ فأشار رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى مَنْ معه أَن اسمعوا، حتى أَنشده القصيدة بأسرها، وأثنى فيها على المهاجرين، ولم يذكر الأنصار؛ فكلَّمته الأنصار، فصنع فيهم حينئذ شعرًا. وكساه النبيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم بُردة له، فاشتراها معاوية مِن ولده، فهي التي يلبسها الخلفاء في الأعياد، ولكعب ابنٌ شاعر اسمه عقبة، ولقبه المضرّب. فكان كعب بن زهير شاعرًا مجوِّدًا كثير الشّعر.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال